اختتام الدورة الـ10 للمهرجان الدولي لأفلام حقوق الانسان بتتويج فيلم «سفينة الحقيقة» للمخرجة فاطمة الجبيع بجائزة لجنة التحكيم

أسدلت فعاليات الدورة العاشرة للمهرجان الدولي لأفلام حقوق الانسان، الذي نظم تحت شعار: «السينما لغتنا المشتركة « ستارها وذلك يوم 13 نونبر الماضي.
واختتم المهرجان المنظم بالرباط بشراكة بين مركز الجنوب للفن السابع والهيئة الوطنية لحقوق الانسان وبدعم من المركز السينمائي المغربي، بتتويج فيلم المخرجة فاطمة جبيع بجائزة لجنة التحكيم.
وبهاته المناسبة، وفي حديث خصت به المخرجة فاطمة جبيع منبرنا، قالت هاته الأخيرة بأنها جد سعيدة، أولا لكون عملها تم اختياره للمشاركة في هذا المهرجان، وثانيا لأنه استطاع أن يحصل على جائزة ضمن العديد من الأفلام الوطنية والأجنبية، فضلا عن فرحها لكون فيلمها تم عرضه إلى جانب الأفلام التي تم اختيارها في برنامج هاته الدورة.
و أضافت فاطمة جبيع موضحة، أن المخرج السينمائي والإعلامي الفلسطيني الدنمركي ماهر حشاش، من كان له الفضل في مشاهدة لجنة الانتقاء له، وبالتالي اختياره ضمن 296 عملا فنيا، بمعية 16 من الأفلام المساهمة في المسابقة. وصرحت المخرجة المتوجة بكون المهرجان له أهميته بالنسبة لها، نظرا لحمولته الإنسانية، مما زاد من بهجتها بهذا الفوز، بل الأدهى أنه توج بجائزة ضمن مجموعة من الأفلام الأجنبة، كما أن الجائزة التي حصل عليها لها أهمية كبرى كونها من طرف لجنة التحكيم، أي أنه تم الاتفاق عليها من طرف جميع الأعضاء.
و استرسلت فاطمة جبيع في بوحها قائلة أن قلبها أفعم بالسرور، عندما تبادلت الحديث مع جميع أعضاء اللجنة لتشرح لهم فحوى عملها الفني وما تبغي منه، فهي تطرقت لوثيقة تاريخية تبرهن على أن الصحراء مغربية ومنذ القدم، و أحبت عند اشتغالها عليه أن تكون لها إضافة فاعتمدت على تناول العمل من منظور تاريخي وآخر فني، وأن يكون للفيلم بعدا إنسانيا تجمع فيه ما بين التوثيق والفن لتمررالمعرفة بطريقة جميلة وفنية، إذ أن العمل، على حد قولها، يدعو للتعايش والمحبة وهي قيم توحد البشرية.
كما ارتأت جبيع أن هذا الفيلم أتى في توقيت مميز كونه يسير في خدمة قضية المغرب الوطنية.
ولم يفت المخرجة المغربية، أن تشكر من خلال منبر الإتحاد الإشتراكي، المنتج عبد العزيز العلالي، لأنه على حد قولها، آمن بموهبتها و أفكارها الفنية وبعملها، ووثق بإمكانياتها فوفر لها ظروف الاشتغال والآليات للتصوير، فضلا عن كونه أبان عن طيبوبة كبيرة خلال هاته الفترة.
هذا وحول تيمة الفيلم، الذي حصل على دعم المركز السينمائي في إطار دعم الثقافة الحسانية، فهو يتحدث عن تأثير جنوح السفينة الإسبانية بسواحل رأس بوجدور سنة 1784 على العلاقة المغربية الإسبانية، إذ شكل حدثا تاريخيا بامتياز، ووقف العمل الفني الوثائقي بشكل صريح على اعتراف إسبانيا والتاريخ بسيادة المغرب على المناطق الصحراوية. و قد انطلقت فكرة الفيلم من مجموعة من الوثائق التاريخية التي تضمنتها العديد من الوثائق وجمعها كتاب «الحوار التاريخي الكناري – الأمريكي» ( قسم كنارياس وشمال غرب إفريقيا المجلد الثالث ص 54)،والتي من خلالها أوضح الفيلم على اعتراف اسبانيا بسيادة المغرب على رأس بوجدور في الصحراء المغربية، وذلك إثر جنوح سفينة صيد كنارية عام 1784 قبالة السواحل المحاذية للصحراء. واتضح من خلال الوثائق هاته، أن كل من القنصل الإسباني غونساليس سالمون والجنرال دي برانثيفورتي، حاكم جزر الخالدات، أبلغا رسميا عن حادث جنوح السفينة إلى الوزير الأول الإسباني كوندي فلوريدا بلانكا معترفين جميعا وضمنيا بسيادة عاهل البلاد على هذه المنطقة من الصحراء في عهد المولى محمد بن عبد الله. ومن هذا المنطلق سيسترجع الفيلم أهم الأحداث التي رافقت غرق السفينة الإسبانية بسواحل الصحراء، من خلال توضيح العلاقة السياسية التي كانت تربط المغرب بإسبانيا إبان حكم المولى محمد بن عبد الله من جهة، وعلاقة المغرب بجنوبه وعلاقة سكان الصحراء بالعرش منذ ذلك التاريخ من جهة أخرى، وتنوير الرأي العام بعدالة قضية الصحراء المغربية لكون جذورها ضاربة في القدم. ثم تسليط الضوء على حسن المعاملة والنبل والكرم هي خصال متأصلة في المجتمع المغربي، وهو ما يتجلى من خلال حسن معاملة البحارة الكناريين الناجين الذين غرقت بهم السفينة، و أيضا رصد مواقع الجمال في مدن الصحراء المغربية.
وتجدر الإشارة أن الأفلام التي تم اختيارها للمشاركة في مسابقة للمهرجان الدولي لأفلام حقوق الانسان قد تبارت على ثلاث جوائز وهي جائزة المهرجان للفيلم الوثائقي وجائزة المهرجان للفيلم الروائي وجائزة لجنة التحكيم، وذلك أمام لجنة تحكيم تتكون من كل من: المخرج المغربي محمد عبد الرحمن التازي وعضوية كل من الممثلة المصرية شيرين والممثلة المغربية فتيحة واتيلي و المخرج العراقي / الألماني ازل ادريس و الاعلامي أسامة الهباهبة من الدانمارك.
و منحت شهادة تنويه لفيلم «شاش» من العراق للمخرج علي الكعبي، وجائزة لجنة التحكيم للفيلم المغربي (سفينة الحقيقة» للمخرجة فاطمة الحسن الجبيع، و جائزة الفيلم الوثائقي للفيلم «رضا» من سوريا للمخرج ياسر حمزة علي، وجائزة الفيلم الروائي لفيلم «بلدة» الباكستان للمخرج أمجد علي هونزاي.


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 23/11/2022