اختتام «المنتدى العالمي لحقوق الإنسان» بالأرجنتين

المغرب يحظى بإشادة من قبل المشاركين، والجمعية البرلمانية لأمريكا الجنوبية تطرد ممثل «البوليساريو»

 

 

اختتم المنتدى العالمي لحقوق الإنسان دورته الثالثة المنعقدة بالعاصمة الأرجنتينية بيونس أريس زوال يوم الخميس 23 مارس 2023، حيث تم الإعلان عن تنظيم الدورة الرابعة السنة المقبلة بكولومبيا واحتضان البرازيل للدورة الخامسة (2025)، وذلك للمرة الثانية، وكذا احتضان إفريقيا للدورة الموالية ( 2026) دون تحديد البلد.
وقد حظي المغرب بإشادة من قبل المتدخلين ولاسيما ممثل البرازيل، وذلك للنجاح الباهر الذي حققه المنتدى في دورته الثانية بمراكش في نونبر 2014، وخلال الجلسة الختامية وفي التفاتة تقدير للمغرب أعطيت الكلمة للناشط المدني وأحد منسقي اللجنة الدولية للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان حمودة صبحي، الذي أكد على أهمية استمرارية المنتدى في الحفاظ على هويته كمنبر لبلدان الجنوب للتعبير عن مواقفها حول الانشغالات الكبرى ذات الصلة بحقوق الإنسان، والتفكير الجماعي في إبداع أنجع الحلول لمختلف التهديدات التي تواجه حقوق الإنسان قطريا ودوليا.
وأكد صبحي أن بلدان الجنوب منخرطة بكل جدية في توطيد حقوق الإنسان والوفاء بالتزاماتها، وأن على باقي الدول أن تفي كذلك بالتزاماتها.
تجدر الإشارة إلى أن موعد الاختتام قد تم تغييره بسبب موعد المباراة الحبية التي جمعت منتخب الأرجنتين لكرة القدم والمتوج بالمونديال ضد منتخب بنما بملعب مونيمونتال بحضور 80 ألف متفرج.
إلى ذلك، وفي إطار فعاليات المنتدى، احتضنتCasa Patria Grande Néstor Carlos Kirchner، لقاء برلمانيا عشية الأربعاء 22 مارس، بمبادرة من الجمعية البرلمانية للسوق المشتركة لبلدان أمريكا الجنوبية المعروفة باسمMercosur ، وتناول اللقاء بالأساس الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في بلدان هذه المنطقة، وكذا أهم التحديات الحقوقية وأدوار البرلمانات في معالجة ومتابعة هذه الأوضاع انطلاقا من الاختصاصات الموكولة لها وفقا لأنظمتها الدستورية والسياسية.
في هذا السياق، ساهم نور الدين سليك، رئيس فريق الاتحاد المغربي للشغل بمجلس المستشارين (ورئيس الوفد البرلماني المغربي) في هذا اللقاء البرلماني الهام، حيث أشار لأهم التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها بلادنا منذ تولي جلالة الملك محمد السادس الحكم وحزمة الإصلاحات الهيكلية التي بادر إليها، كما توقف عند محطة إقرار دستور 2011 معتبرا أنه محصلة لتوافق وطني واسع مكن المغرب من الارتقاء إلى مصاف الدول المكرسة لحقوق الإنسان والمصالحة مع تاريخها والمنفتحة على كل التحولات الإيجابية والمدمجة لكل المكونات الثقافية والحضارية التي تغذي هويتها الوطنية.
وأكد سليك أن دستور المملكة اعتبر من قبل العديد من المراقبين والمختصين بمثابة دستور للحقوق والحريات حيث أنه من أصل 180 فصلا تم إفراد ما لا يقل عن 60 فصلا لحقوق الإنسان وتكريسها الدستوري وإدماج مجمل مقتضيات الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان ضمن المتن الدستوري.
وأكد سليك أيضا أن الهندسة الدستورية قد جاءت مستجيبة لمطالب مجمل مكونات الحقل السياسي والمدني بالمغرب لاسيما تقوية مقومات دولة القانون والمؤسسات وفصل السلط ودسترة وحماية حقوق المعارضة والإجابة عن إشكالية توسيع المشاركة السياسية ومأسسة الديمقراطية التشاركية في إطار من التكامل مع الديمقراطية التمثيلية، واستعرض سليك الملامح الكبرى لتجربة المغرب في مجال العدالة الانتقالية وطي صفحة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ووضع الأسس الدستورية والمؤسساتية لعدم تكرار تلك الانتهاكات وجبر الأضرار وحفظ الذاكرة، وأشار سليك إلى حضور أوضاع بلدان أمريكا الجنوبية ومعاناتها مع الأنظمة العسكرية، في اهتمامات القوى الحية بالمغرب سواء على الصعيد السياسي أو النقابي أو الحقوقي، وذلك منذ ستينيات القرن الماضي . وفي نهاية مداخلته التي لقيت ترحيبا وتجاوبا كبيرين من قبل الحضور قدم المستشار نور الدين سليك هدية رمزية لرئيس هذه الهيئة تمثلت في كتاب « البرلمان وحقوق الإنسان : مرجعيات وممارسات « لمؤلفه عبد الرزاق الحنوشي ( الباحث والناشط الحقوقي والإطار بمجلس النواب ) .
شهد اللقاء أيضا حضور النائبة عائشة الگرجي عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والنائب الاشتراكي سعيد النميل، كما ضم الوفد البرلماني المغربي، فضلا عن المستشار نور الدين سليك، المستشار المصطفي الدحماني منسق مجموعة العدالة والاجتماعية، والمستشارة فاطمة زگاغ عن مجموعة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل .
الجدير بالذكر أن هذا التجمع الإقليمي لبلدان أمريكا الجنوبية قد تم إحداثه سنة 1991 بمونتيفيديو ( الأوروغواي ) ويضم مجمل بلدان المنطقة إما بعضوية كاملة أو بعضوية مشارك، مع إبقاء عضوية فنزويلا مجمدة إلى الآن .
للإشارة، فقد شهد هذا اللقاء طرد ممثل الانفصاليين ومنعه من الحضور من قبل المنظمين.
ويتوفر تجمع ميركوسور على معهد متخصص في مجال حقوق الإنسان، وهو صاحب المبادرة في تنظيم هذا اللقاء ضمن فعاليات أخرى بالمنتدى العالمي لحقوق الإنسان.


الكاتب : مراسلة خاصة

  

بتاريخ : 27/03/2023