اعتبر فيروس كوفيد 19 خصماً صعباً يرانا يوميا ولا نراه : مندوب الصحة يؤكد صعوبة الوضع الوبائي بخنيفرة

أكد المندوب الإقليمي للصحة بخنيفرة، د. إدريس الغزالي، أن «فيروس كوفيد 19 يشاهدنا يوميا ولا نشاهده بالعين المجردة لكونه خصما صعبا، لا ينام بالليل ولا النهار، ويسخر من توقعاتنا ونظرياتنا بين الصيف والشتاء»، مضيفا أنه «لم يتبق لنا سوى ما يلزم من الاحتياطات والوسائل المتاحة لمواجهته بأقل الأضرار، والمزيد من الوعي بخطره الزاحف، والتدابير الوقائية المتجلية في وضع الكمامة واحترام التباعد والنظافة»، فيما لم يفت المندوب الإقليمي الاعتراف ب «صعوبة الوضع الوبائي مقابل الامكانيات المحدودة»، بغض النظر، حسب قوله، عن اشتغال المختبرات الوطنية والدولية، بشكل متواصل، لأجل انتاج اللقاح المضاد للفيروس.
جاء ذلك خلال الندوة الاعلامية التي جرى عقدها بقاعة الاجتماعات بالمركز الاستشفائي الإقليمي، في حضور مديرة المركز الاستشفائي، دة. نادية حمو قدور، ومنسقة خلية اليقظة الخاصة بكوفيد 19 بالمندوبية الاقليمية للصحة، دة. سهام آيت احماد، حيث افتتح المندوب الاقليمي اللقاء بكلمة طالب فيها الاعلاميين بالمزيد من «التعاون المكثف في عملية التحسيس بمخاطر الفيروس»، خصوصا في هذه الظروف التي تتطلب ما ينبغي من الاجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، وفي المناسبات الدينية حيث تنبعث التقاليد والأعراف التي قد تنسينا هذه المخاطر بشكل أو بآخر دون مراعاة النصائح الطبية.
وتوقف المندوب الإقليمي كثيرا عند محطات معينة قد تسمح للفيروس بالتفشي وبتكوين بؤر غير متوقعة، سيما في ظروف «أصبح فيها المواطن يحصي أعداد المصابين على طول الوقت»، فيما عبر عن ألمه إزاء تهور المواطنين، وما ينتجه من حالات صادمة لا تقل عن مشاهد المصابين وهم «يصارعون الموت بالتنفس الاصطناعي داخل أجنحة العزل الصحي»، وبعد تطرقه لمشكل المخالطين، ذكر الحضور بالصدفة التي زامنت اللقاء بالحصيلة الرهيبة التي يجري تسجيلها بالمغرب، والتي باتت تتجاوز الألف في يوم واحد، علاوة على حالات الوفاة، ليؤكد بها مدى سوء الأيام المقبلة في ظل الارتفاع المتزايد لحالات الإصابة بالوباء.
وخلال ذات اللقاء الإعلامي، وضع الحاضرون مجموعة من التساؤلات أمام المندوب الاقليمي للصحة، ومنها ما يتعلق بأسباب ارتفاع عدد الحالات المؤكدة بإقليم خنيفرة؟، وما معنى الابقاء على هذا الإقليم خارج خريطة المختبرات، بما فيها المتنقلة؟، ولماذا استمرار التأخر في الإعلان عن النتائج، والابلاغ بالحالات المؤكدة؟، إلى جانب طرح غموض حالة السجناء المصابين بالسجن المحلي؟، وواقع بعض الأزقة الاستراتيجية بالمدينة التي تعرف اكتظاظا بشريا دونما إجراءات صارمة؟، وما مدى استعداد المركز الاستشفائي للطوارئ المحتملة واستيعاب الحالات المصابة؟، وهل مندوبية الصحة فكرت في إحداث خلية خاصة بالإعلام؟، وغيرها.
ومن بين ردود المندوب الإقليمي للصحة، القول بأن التأخر في الإخبار بالحصيلة، وفي الإعلان عن نتائج التحاليل المخبرية، سببه «المساطر الممنهجة» في هذا الشأن، كما لم يفته التأكيد بأن القطاع «يشتغل وفق ما يحصل عليه من تعليمات ودوريات ومذكرات، وأن التحفظ في الكشف عن الحالات المصابة ليس بيد المندوبية الإقليمية»، لينتقل بردوده نحو التحدث عن «المسؤولية المشتركة بين الأطراف والمتدخلين في الحرب ضد الجائحة»، وبينما اكتفى بوصف موضوع السجناء الأربعة «مجرد حالات وافدة»، أعرب عن قلقه حيال ارتفاع عدد الاصابات في الآونة الأخيرة بسبب الاخلال بالنصائح الصحية والتدابير الوقائية.
وبينما أعرب عن ثقته في بنية جناح كوفيد 19 بالمركز الاستشفائي الإقليمي، رغم عدم تجاوز هذا الجناح ل 15 قاعة خاصة، و10 أسرة، و8 مواقع للإنعاش، شدد المندوب الإقليمي على «حاجة الظرفية العصيبة للصرامة الممكنة، تحسبا لأي انفلات في الوضع»، معربا، بنبرة قوية، عن تخوفه الكبير من أن الأيام المقبلة ستكون رهيبة للغاية في حال «التراخي والاستهتار، وعدم احترام الإجراءات الوقائية، وقد تكون سببا في فقدان أقارب وأحباء كان من الممكن حمايتهم»، فيما أشار إلى أن أشخاصا قد لا تظهر عليهم أعراض الإصابة يمكن أن ينقلوا العدوى دون علم منهم، ومن هنا ألح على أهمية ارتداء الكمامة واحترام التباعد والتحلي بما ينبغي من الحذر واليقظة.
وتجدر الاشارة إلى أن مندوبية الصحة أكدت، ضمن بلاغاتها اليومية، بخصوص الوضعية الوبائية لكوفيد 19 الخاصة بإقليم خنيفرة، أنه منذ بداية انتشار الجائحة، وإلى حدود مساء الأحد 9 غشت 2020، سجلت 8482 حالة مستبعدة، و81 حالة مؤكدة، فيما أشير ل 51 حالة تماثلت للشفاء، ولحالتي (2) وفاة، و28 حالة تخضع للعلاج، وجميع الحالات المؤكدة سجلت إما بخنيفرة المدينة (28)، أو بالقباب (11)، تيغسالين (14)، آيت إسحاق (9)، ثم مريرت (19)، وبينما لمح المندوب الاقليمي لوجود حالات أخرى سيتم الإعلان عنها لاحقا، أكدت دة. سهام آيت احماد أن غالبية الحالات ناتجة عن بؤر عائلية.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 13/08/2020

أخبار مرتبطة

  بالنسبة لقارئ غير دروب بالمسافات التي قطعها الشعر المغربي الحديث، فإنّه سيتجشم بعض العناء في تلقّي متن القصائد الّتي

« القصة القصيرة الجيدة تنتزعني من نفسي ثم تعيدني إليها بصعوبة ، لأن مقياسي قد تغير ، ولم أعد مرتاحا

أكد على أن تعامل الحكومة مع القطاع ومهنييه يساهم في اتساع دائرة الغموض والقلق   أكد ائتلاف يضم عشر جمعيات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *