أكد البروفيسور جعفر هيكل في تصريح هاتفي لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن «جدري القردة» ليس بالمرض الجديد، فالأمر يتعلق بمرض فيروسي معدٍ ظهر منذ أكثر من 40 سنة، وعاود الظهور مرة أخرى في بعض الدول الإفريقية مطلع الألفية الثانية، ينتقل من الحيوانات من خلال الملامسة الجلدية أو التعرض لسوائلها ومخلّفاتها، إلا أن أمر انتقال العدوى من شخص إلى آخر، لا يزال قيد البحث العلمي الدقيق والمعمّق من أجل توضيح أكبر.
وشدّد الخبير والاختصاصي في الأمراض المعدية والوبائية في تصريحه للجريدة، على أن هذا المرض يجب التعامل معه بكثير من التبصر والتعقّل وعدم السقوط في موجة القلق والهلع، مشيدا بالإمكانيات التقنية واللوجستيكية التي تتوفر عليها بلادنا والتي تسمح بتشخيص دقيق متاح أمام جميع المواطنين والمواطنات للتأكد من وجود أي إصابة من عدمها، منوّها في نفس الوقت بقوة المخططات وبرامج اليقظة الموضوعة بناء على تراكمات في التعامل مع مختلف الأوبئة التي عرفها العالم ومنها جائحة فيروس كوفيد 19.
وأبرز البروفيسور هيكل أن التعامل مع هذا المرض الذي ترتفع نسبة المراضة فيه مقارنة بأمراض أخرى كالأنفلونزا الموسمية نموذجا، يتطلب إلى جانب تفعيل التشريعات المتوفرة وإعمال مراقبة واقعية وذكية على مستوى المعابر الحدودية، خاصة البرية منها والبحرية وفي ارتباط بمختلف الحيوانات، على وجه الخصوص، التي يمكن أن تلج التراب الوطني، حرص الأطباء في الطب العام وأطباء الأطفال على التدقيق في كل الأعراض التي قد تظهر على المرضى الذين يفحصونهم، كبارا وصغارا، لأن هؤلاء المهنيين في الصحة هم الدرع المتقدم للكشف عن كل الحالات المشكوك فيها، ضمانا لتطويق أي بؤر محتملة، أسرية كانت أومهنية أو غيرها، حتى لا تتسع رقعة انتشار الفيروس.
وشدّد البروفيسور هيكل على أن العالم بأسره يتابع تطورات الوضع الوبائي المرتبط بهذا الفيروس، الذي له أعراض مماثلة لتلك التي تظهر حين يصاب الشخص بالزكام أو الأنفلونزا الموسمية، مع مستجد آخر يتمثل في الطفح الجلدي، مبرزا أن المرض يمكنه أن يعالج وأن يختفي بكيفية «طبيعية» بعد مرور مدة الحضانة والعلاج، ويمكنه أن يتسبب في تبعات صحية، مؤكدا أن السياسات العمومية يمكنها أن تتكيّف مع الوضع الوبائي وفقا لكل التطورات المحتملة واتخاذ ما يلزم في البعدين الوقائي والعلاجي على حد سواء.