الترجمة الأدبية في المغرب: مسارات ورهانات (3/2)

تقف وراء حضور الأدب الفرنسي الحديث والمعاصر بالعربية – ممثلاً بالشعر والرواية أساساً- في المشهد الثقافي المغربي المعاصر10، سياسة دعم الترجمة بين الفرنسية والعربية من قبل المركز الثقافي الفرنسي منذ التسعينيات، إلى جانب انخراط مترجمين مغاربة في إطار مشروع «كلمة» لترجمة الأدب الفرنسي، فمشاريع ثقافية مغربية فردية وجماعية تسعى إلى ترسيخ التثاقف في الاتجاهين (مشاريع محمد بنيس، جمال خيري، محمود عبد الغني، محمد المزديوي، حسين عمر…)، مما أدى إلى أن تتداخل التجارب والأشكال والتيارات الإبداعية  الحديثة والمعاصرة: ففي الرواية تحضر أعمال ألكسندر ديما إلى جانب أعمال أندري جيد،  وغيوم ميسو، وميلان كونديرا، وميشيل بوسي، وألينا ريس، ولوران جونيل، ورافاييل جيوردانو … وفي الشعر ترجمت بالإضافة إلى أشعار ستيفان مالارمي، وجورج باطاي، أشعار ميشيل دوغي، وجاك أنصي، وليونيل راي، وبرنار نويل… إلخ.
ومما يعزز وزن الفرنسية في المشهد الترجمي المغربي، دور الوساطة الذي لا تزال تقوم به بين القارئ المغربي والأدبين الغربي والشرقي على السواء (قميص يوسف، رباعيات مولانا جلال الدين الرومي/ عائشة موماد، …)، والحضور النسبي للإبداع الأوروبي الفرنكفوني (آميلي نوثومب)، إلى جانب الإبداع المارتينيكي (باتريك شاموازو)، وآداب البلدان الإفريقية الفرنكفونية جنوب الصحراء التي انطلقت حركة ترجمتها في المغرب في الألفية الثالثة، في سياق تبلور وتنامي استراتيجيات الدبلوماسية السياسية المغربية تجاه البلدان الإفريقية، لتمثل هذه الترجمات في المقابل نشاطاً دبلوماسياً ثقافياً داعماً للنشاط السياسي، نتج عنه انتقال نماذج من الأدب الشفهي ومن إنتاجات كبار الأدباء الأفارقة جنوب الصحراء المعاصرين الروائية والمسرحية والقصصية إلى العربية (إنتاجات أحمدو كروروما، غاوسو دياوار، وهمباطو أمادو با، …/ ثريا إقبال، المبارك العروسي …) .
هذا بالإضافة إلى حركة ترجمة الإبداع المغربي والعربي- الفرنكفوني، التي أصبحت تشكل ظاهرة ملموسة في الحقل الثقافي المغربي، منذ أن انطلق مشروع الاستعادة في الستينيات مع الترجمة الذاتية التي قام بها محمد عزيز لحبابي لديوانه الخاص» بؤس وضياء». وقد ساهم في تنامي هذا المشروع تصدي مترجمين من مختلف الأجيال له، بهدف توطين الإنتاجات السردية والشعرية العربية الحديثة والمعاصرة (إنتاجات الطاهر بن جلون، إدريس الشرايبي، عبد اللطيف اللعبي، محمد خير الدين، إدمون عمران المالح، فاطمة المرنيسي، حسن أوريد، ليلى سليماني … فإنتاجات جيلبير سينيويه، عبد الوهاب  المؤدب… محمد برادة ، محمد الشركي، رشيد بنحدو، فاطمة الزهراء أزرويل، عبد الرحيم حزل، جمال خيري…).
بهذا نخلص إلى أن كبر حجم حضور الفرنسية مقارنة بالإسبانية في المشهد الترجمي الإبداعي المغربي، يعود في جانب كبير منه إلى دور الوساطة  الذي تقوم به بين العربية وإبداعات لغات أخرى، وإلى الآداب الفرنكفونية، بما فيها الأدب الفرنكفوني المغربي المستعاد، حيث تحضر الفرنسية بصفتها «لغات فرنسية» تختلف عن فرنسية المتروبول، أي بصفتها «لغات» كتابات منها ما يشتغل على اللغة الأوروبية «الفرنسية « لأجرأة عمل لغات الثقافات الوطنية والمحلية.
وإذا كانت الفرنسية قد أدت دور الوساطة ولا تزال، وإن بنسبة أقل، بين الإبداع باللغة الإنجليزية والمترجمين المغاربة، فمن الملاحظ أن الإنجليزية بدأت تؤكد حضورها في الآونة الأخيرة بصفتها لغة مصدراً ووسيطاً أيضاً إلى جانب الفرنسية.
وفي هذا الإطار نلاحظ اهتماماً لافتاً للنظر بالشعر من قبل المترجمين المغاربة ابتداء من التسعينيات إلى اليوم، إذ تم إغناء المشهد الثقافي المغربي والعربي تعميماً بترجمات أشعار كبار الشعراء الإنجليز والإيرلنديين والأمريكيين وبمختارات شعرية تجمع بين مختلف الحساسيات (وليم شكسبير، وليم بتلر ييتس، أيزرا باوند، وليم بليك، اللورد غوردن بايرون، مارك ستراند، جون دون، السير طوماس وايات … / حسن حلمي، جلال الحكماوي، صابر العسري-أحمد التوفيق).
أما ترجمة السرد القصصي والروائي والسيري، فيتصدرها إنتاج بول بولز القصصي والحكائي ابتداء من التسعينيات، إلى جانب  مختارات من قصص فيرجينيا وولف وبعض القصص الأمريكية الحديثة، فنماذج متنوعة من الإنتاج الروائي والسيري الأمريكي والإيرلندي  الحديث والمعاصر (إنتاجات إرنست همنغواي، ملكوم إكس، توني ماغواير، مورين مايكوس كريسيك،…./حسن حلمي، ليلى أبو زيد، عبد العزيز جدير، أمين الشريف، نور الدين الزويتني،…). تنضاف إلى هذه الترجمات تلك التي تمت عبر وساطة اللغة الإنجليزية لكبار الشعراء والمفكرين والكتاب العالميين أمثال فريدرش هولدرلين، راينر ماريا ريلكه، خورخي لويس بورخيس وليو تولستوي.
وبالعودة إلى الترجمة الداخلية، بالتركيز على مظهرها الثاني المتمثل في الترجمة بين الأمازيغية والعربية11، نسجل بداية تطور مشروع مأسسة اللغة الأمازيغية ثقافيا، وتعود بذوره  إلى مرحلة الاستقلال عبر تجارب فردية في التأليف بالأمازيغية (ديوان إسكراف مثلا / محمد مستاوي)، ومحاولات لنقل الإرث الشفهي الأمازيغي إلى العربية (قال الأولون وأضواء: أمثال وحكايات أمازيغية معربة/ محمد مستاوي)، أدت في النهاية إلى حضور الكتاب الأمازيغي، ولو بشكل محتشم، في المشهد الثقافي المغربي الحديث ما بين سنة 1985 وسنة 1994، وإلى صدور المعجم العربي- الأمازيغي لمحمد شفيق في ثلاثة مجلدات ابتداء من سنة 1990.
ويتصل نمو الترجمة بين العربية والأمازيغية بمشروع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية تخصيصا (2001)، وبالاستراتيجيات المتبعة لتحقيق هذا المشروع، ومن بينها ،أولاً: إدراج الترجمة بين الأمازيغية والعربية ضمن الهياكل الأكاديمية للمعهد، بحيث أصبحت الترجمة من بين أهم انشغالات الفاعلين في مجال الأدب والثقافة الأمازيغيين. وثانياً :استحداث جائزة وطنية لتحفيز الترجمة إلى الأمازيغية ضمن جائزة الثقافة الأمازيغية، وتشمل الترجمة من الأمازيغية إلى لغات أخرى.
والجدير بالذكر أن حركة الترجمة من العربية إلى الأمازيغية تشترك مع الترجمة الأمازيغية عن اللغات الأوروبية، وعلى رأسها الفرنسية بصفتها لغة مصدراً ووسيطاً، لهدف خدمة الأمازيغية ومأسستها ثقافياً، على أساس مساهمة الترجمة في الاشتغال على اللغة الأمازيغية وتجديد معجمها وتراكيبها لمسايرة التطورات الثقافية الوطنية والعالمية. مع العلم أن الترجمة الأمازيغية عن اللغات الأوروبية تركز، من ناحية، على كبار الأدباء -(شكسبير، فولتير، شارل بودلير، ألبير كامي، جون بول سارتر، فرانز كافكا، هيرمان هيسه، صمويل بيكيت، …/ أحمد الدغرني، سعيد أبرنوص، خالد أكرسول، محمد العربي موموش، صلاح أكرام، عبد الله راشدين، الحسن أولحاج… ). وتركز، من ناحية أخرى، على النصوص التي لها علاقة بشكل من الأشكال بالأمازيغ والثقافة الأمازيغية (الأمير الصغير، سوفونيسبا …). في المقابل تضم الترجمات الأمازيغية عن العربية، تعميماً، ترجمة معاني القرآن الكريم (جهادي الحسين الباعمراني)، والنصوص الشعرية والسردية الحديثة والمعاصرة (لحسن الكامح، صلاح آيت صلاح، صلاح أكرام…)، إلى جانب تجربة ترجمة نصوص عالمية قديمة عبر وساطة اللغة العربية (الحمار الذهبي -أغيول ن وورغ/ محمد أكوناض).
أما حركة الترجمة من الأمازيغية إلى العربية، فهي بالإضافة إلى مساهمتها المستمرة في إعادة الاعتبار للإرث الوطني بتدوين الأدب الأمازيغي الشفوي- (الأمثال والحكايات الشعبية، كما أسلفنا، والشعر الشفهي: ديوانا أسايس والضحك والبكاء مثلا/ محمد مستاوي)-، تساهم في إغناء المخيال المغربي وتكريس الأسماء المعاصرة التي تكتب بالأمازيغية في النسق الثقافي المغربي بفضل توسيع دائرة القراءة. وفي هذا الإطار يتضح أن نسبة الترجمة من الأمازيغية إلى العربية وصلت إلى 3℅ خلال 2015-2016، وهي نسبة دالة بالنظر إلى حداثة المشروع. مع العلم أن الشعر يأتي على رأس الإنتاج الأدبي الأمازيغي المترجم إلى العربية، وهو النوع المهيمن تعميماً على الإنتاج الإبداعي بالأمازيغية الذي يواصل رحلة تطوير تقنياته وتطعيم رؤاه الجمالية(هايكو بالأمازيغية، ملامح /خديجة يكن، مازيغ تيزنيت …).

3 – ترجمة الدراسات الأدبية بين التجديد والتوطين

إن تركيز المثقفين المغاربة الكلي في البداية على البعد التربوي للجامعة المغربية الفتية (1957)، بالاستفادة من التجربتين المشرقية والفرنسية12، لم يدم في العمق سوى ما يناهز العقدين، شهد خلالهما النسق المغربي استمرار تقليد الترجمات الإبداعية بشكل ملحوظ، مع بداية الانفتاح على التيارات النقدية الطليعية الغربية (الفرنسية تخصيصاً) بوتيرة متصاعدة وثقة أكبر في نجاعة التفاعل13، حيث اكتسب أساتذة الجامعة الجرأة اللازمة لاقتحام ميدان الترجمة ونقل حقول معرفية وفكرية صعبة، بفضل تشجيع انبثاق فئة من المثقفين المغاربة الاستثنائيين الذين مكنهم تعليمهم المزدوج الرصين من تجاوز الوساطة إلى خوض غمار الإنتاج من زاوية نقدية ضخت دماء جديدة في الفكر العربي عموماً، ورفعت إنتاجهم  الحديث إلى مستوى الإنتاج الذي حقق السبق وطنياً وعربياً في سياق ما بعد – كولونيالي (عبد الله العروي، عبد الكبيرالخطيبي …).
وتمثل فترة السبعينيات، وهي نفسها مرحلة انبثاق مؤسسة النشر بالمغرب، بداية تشكل البعد الآخر للجامعة المغربية الذي يترجمه التفكير في تجديد المقررات بفعل عملية التثاقف. ومما يثير الانتباه في هذه الفترة تدشين مسار حركة الترجمة النقدية الصادرة في كتب باسترداد الإنتاج النقدي المغربي بالفرنسية. ومع أن الحصيلة الترجمية لسنوات السبعينيات لا تتعدى كتابين اثنين هما»: الرواية المغربية والتراجيديا كنموذج» الذي يجمع بين التأليف والترجمة، فإن هاتين الترجمتين المركزتين على إنتاج يتأسس على الفلسفة وعلم الاجتماع والأدب والمسرح، مضافاً إليهما المقالات والدراسات المترجمة -وخاصة منها دراسات لوسيان غولدمان، وبوريس، وإيخنباوم، ورولان بارت -المنشورة في ملاحق الجرائد (العلم، المحرر..) وفي المجلات العربية والمغربية (آفاق، وأقلام، والثقافة الجديدة…)،  ترجمتان تحملان داخلهما رهان التجديد الذي سيتم الحرص على تحقيقه في الثمانينيات.
وإنه لأمر دال أن تفتتح الترجمة النقدية مسارها في مغرب الثمانينيات بنقل إنتاج الخطيبي النقدي(الاسم العربي الجريح وفي الكتابة والتجربة)؛ فهذا الإنتاج بالإضافة إلى كونه إنتاجاً طلائعياً في مجال تداخل الاختصاصات، يترجم نزوع المثقف المغربي إلى التفاوض مع الفكر الفرنسي والغربي تعميماً من زاوية مابعد- كولونيالية. مما يفيد، أن عملية ترجمة الدراسات الأدبية عن الفرنسية في المغرب كانت تسير جنباً إلى جنب مع تأليف مغربي استثنائي- عالي المستوى، ومع تطبيقات نصية هامة للمناهج المستنبتة بالعربية (القراءة والتجربة لسعيد يقطين مثلا ). فتطبيقات وتأويلات متميزة بالفرنسية تم الحرص على استعادة نماذجها التفتيقية المثرية للحقل النقدي والفكري المغربي والعربي(الكتابة والتناسخ لعبد الفتاح كيليطو)، لتصبح الترجمة الداخلية بذلك من بين أبرز الظواهر في مسار الترجمة الأدبية ببلادنا منذ انطلاقتها في السبعينيات إلى اليوم .
بهذا يجوز القول إن ثمانينات القرن العشرين تعد مرحلة حاسمة في مجال ترجمة الدراسات الأدبية بالمغرب، ليس فقط لأنها رسمت مسارات الفترات التالية لها، وإنما لأن المترجمين الذين وحد بينهم الفضاء الأكاديمي وسيادة حساسية فكرية جديدة تشكل قطيعة مع الحساسية السابقة، ركزوا في اختياراتهم على النصوص المؤسسة وأصول الخطاب النقدي الجديد التي فعلت آلية تدارك التأخر التاريخي. ففي هذه الحقبة تم التركيز على ترجمة رولان بارت، الذي سيصبح الثابت الترجمي في الفترات اللاحقة، بهدف الإحاطة بسيرورة تطور عمله النقدي، مما فتح آفاق النقد المغربي على حقل السيميولوجيا في تزامن مع ترجمة نصوص الشكلانيين الروس والبنيويين والبنيويين التكوينيين، فمنظور ميخائيل باختين لعلاقة الماركسية بفلسفة اللغة وتنظيره للخطاب الروائي، إلى جانب تنظير جورج لوكاتش، مع الانفتاح على المقاربة التداولية ومستجدات حقل الأدب المقارن.
وعلى إثر صدور ترجمة الاتجاهات السيميولوجية المعاصرة جنباً إلى جنب مع بداية ولوج عالم أمبرطو إيكو والاهتمام بالنموذج السيميائي لتحليل النصوص، حدد النقد المغربي الآفاق التي سيشتغل ضمنها والمجالات التي سيوليها عنايته مستقبلاً. ويؤكد قصر المدة الزمنية الفاصلة بين صدور كثير من الأصول النقدية وترجماتها المغربية، توفر الحرص آنذاك على متابعة المشهد النقدي الغربي والوطني الفرنكفوني قدر الإمكان. أما بالنسبة للغات الترجمة، فإذا استثنينا ترجمات بعض الدراسات المعدودة في مجالات الاستشراق والتراجم وتاريخ ونظرية الأدب من الفارسية والروسية والإسبانية، نستنتج هيمنة اللغة الفرنسية بصفتها لغة مصدراً ولغة وسيطاً في نفس الآن. وعموماً، يمكن تلخيص الظواهر الترجمية التي أفرزتها حقبة الثمانينيات في اتصال بالحقبة السابقة، والتي سيتم ترسيخها لاحقا، فيما يأتي:
– تكفل المترجمين الذين ينتمون إلى حقلي الفلسفة والأدب أساساً بعملية اختيار النصوص المصدر، وتحفيز دور النشر على نشر الترجمات (إبراهيم الخطيب ،محمد بنيس ، عبد السلام بنعبد العالي، محمد سبيلا، محمد البكري، سعيد علوش، محمد برادة، أحمد بوحسن، أحمد المديني، محمد الولي، محمد العمري، عائشة جرير، حميد لحميداني، حسن بحراوي، مصطفى المسناوي، سعيد بنكراد، رشيد بنحدو، الحسين سحبان…).
– تصدير الترجمة بخطاب مقدماتي ذاتي أو غيري يؤكد، من جهة، انخراط جميع الفاعلين مترجمين ومؤلفين بل و»فقهاء مترجمين» في حراك تجديد الفكر والآليات النقدية (محمد العابد الفاسي، إبراهيم الخطيب، عبد الفتاح كيليطو، سعيد يقطين …)، ويعكس،من جهة أخرى، وعي المترجمين  بأهمية دورهم وبحدوده في ذات الوقت.
– تقديم الترجمة المغربية بصفتها مصححة لمسار الترجمة العربية (ظاهرة تعدد الترجمات للأثر الواحد)، في نفس الوقت الذي تقدم فيه بصفتها فتحا (علم الأدلة لرولان بارت ،ترجمة محمد البكري على سبيل التمثيل).
– طغيان التوجه الفردي في الترجمة، مع تسجيل حضور الترجمة الثنائية وبنسبة أقل الترجمات الجماعية.
– تدشين حركة الترجمة الذاتية التي ستتعزز لاحقا.
– تفعيل حركة مراجعة الترجمة.
– بروز ظاهرة التحام مترجم بمؤلف معين (محمد برادة، إبراهيم الخطيب /رولان بارت ، عبد السلام بنعبد العالي، عبد الكبير الشرقاوي/ عبد الفتاح كيليطو، سعيد بنكراد /أمبرطو إيكو، ألجرداس جوليان غريماس …).
– إعادة طبع نسبة مهمة من الترجمات النقدية « الدرجة الصفر للكتابة، درس السيميولوجيا، مبادئ في علم الأدلة، المقاربة التداولية، الكتابة والتناسخ، …)، وفي نفس سنة صدور الترجمة أحياناً (البنيوية التكوينية والنقد الأدبي، درس السيميولوجيا)، مما يدل على الإقبال العربي على الترجمات المغربية المسنودة بصيت الكتاب والمفكرين المغاربة الذين يوازي التأليف لدى أغلبهم عملية الترجمة.
– ظهور مؤسسات النشر الخاصة الداعمة للكتاب المترجم (توبقال/ أفريقيا الشرق… ).
– دعم بعض المجلات لنشر الترجمات: الحوار الأكاديمي والجامعي/ دراسات سال/ علامات.
وإذ نؤكد أن رولان بارت بتآليفه حول البلاغة الجديدة ولذة النص والسيميولوجيا، يمثل ركناً ثابتاً في ترجمات التسعينيات، نسجل في المقابل تعزيز ظاهرة الترجمة الداخلية من خلال نقل أعمال بعض النقاد العرب (أمجد الطرابلسي، وجمال الدين بن الشيخ تحديدا)، مع التركيز على أعمال عبد الفتاح كيليطو التي تعد حالة نموذجية في هذا المضمار.
كما نسجل ظهور مترجمين جدد من قسم الدراسات العربية وأقسام الدراسات الأجنبية، وحد بينهم وبين مترجمي الثمانينيات المستمرين في أداء دورهم الإطار الأكاديمي المولد والشاحذ في آن واحد للرغبة في تغطية جميع الاتجاهات التنظيرية والنقدية الحداثية وما بعد الحداثية معززة بالتطبيقات (علم السرد، الشعرية، التحليل السيميوطيقي ،الأسلوبية، الأدب العجائبي، نظريات القراءة، حوارات في الفلسفة والأدب والتحليل النفسي إلخ…/  محمد صالحي، عبد المنعم بونو، عبد الكبير الشرقاوي، لحسن أحمامة، سعيد بنكراد، خالد التوزاني، عبد المجيد جحفة، الجيلالي الكدية، عبد الرحيم حزل، فريد الزاهي، عز العرب الحكيم بناني، مصطفى النحال، عبد الرحمن بوعلي، محمد مشبال، محمد معتصم، إبراهيم أولحيان …، إلى جانب محمد العمري، محمد الولي، عبد السلام بنعبد العالي، حميد لحميداني، حسن المنيعي، … ) .
وقد ساهمت التشكيلة الجديدة للمترجمين – باستحضار الدراسات الأدبية المترجمة المنشورة في المجلات والملاحق الثقافية – في التحرر النسبي من سلطة وساطة اللغة الفرنسية بالترجمة المباشرة عن لغات كبار الكتاب والنقاد الغربيين): عن الإسبانية (كارلوس فوينطس) والألمانية (فولفغانغ إيزر)، وعن الإنجليزية بنسبة أكبر(شلوميت كنعان، ستفان أولمان، جورج لا يكوف -مارك جونسون، ميخائيل ريفاتير، إيزر، فان دايك، روبرت هولب …).


الكاتب : دة. فاتحة الطايب

  

بتاريخ : 16/10/2021

أخبار مرتبطة

  بالنسبة لقارئ غير دروب بالمسافات التي قطعها الشعر المغربي الحديث، فإنّه سيتجشم بعض العناء في تلقّي متن القصائد الّتي

« القصة القصيرة الجيدة تنتزعني من نفسي ثم تعيدني إليها بصعوبة ، لأن مقياسي قد تغير ، ولم أعد مرتاحا

«هَل أنا ابْنُكَ يا أبي؟» مجموعة قصصية جديدة   «هَل أنا ابْنُكَ يا أبي؟»هي المجموعة القصصية الثالثة لمحمد برادة، بعد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *