«العالم ما بعد جائحة كورونا: رؤى مستقبلية» أكاديميون وباحثون مغاربة يطرحون سؤال الديمقراطية

“العالم ما بعد جائحة كورونا: رؤى مستقبلية” الصادر عن المركز الثقافي للكتاب، كتاب جماعي لمجموعة من الباحثين والمفكرين والأكاديميين المغاربة،  يناقشون من خلاله ويستشرفون مستقبل العولمة، المآلات الجيوستراتيجية للجائحة، أسئلة البدائل الاقتصادية ومستقبل الحريات والديمقراطية الذي أصبح مهددا بفعل الضوابط الصحية.

 

تتناول أبحاث هذا الكتاب موضوعا فاجأ الجميع، حيث لا أحد كان يتوقع هذه الجائحة التي ضربت أقطار العالم الذي أصبح مترابطا ومتشابكا، كما لم يحصل من قبل: جائحة معولمة في عصر العولمة.
شارك في هذا الكتاب نخبة من المفكرين والأكاديميين المغرب نذكر  منها: محمد برادة ، نور الدين العوفي، فتح الله ولعلو، يوسف العمراني، حسن بنعدي، كمال عبد اللطيف، محمد المعزوز، أحمد العبادي، عبد الله ساعف، محمد الأشعري، محمد الناصري، تاج الدين الحسيني، علي أومليل، رحمة بورقية، أحمد حرزني، أسماء المرابط وعبد السلام الطويل وعبد الإله بلقزيز.
يناقش هذا  العمل  الذي قام بتقديمه الدكتور علي أومليل “فكرة أن العالم ما بعد كورونا سيكون أمام امتحان للديموقراطية، وأن بعد الجائحة لن  يكون ما بعد الجائحة فرجاً بعد الشدة بل الشدة قد تطول لسنوات”.
وأضاف أومليل في تقديمه لهذا العمل: “أن الأزمات الطاحنة تنتظر دولا ستتعثّر بثقل المديونية وتفاقم البطالة، فيهتَزّ استقرارها، بل إن بعضها سيؤول إلى دول فاشلة، ولن تصمد سوى الاقتصادات القوية والشركات الكبرى.
ويوضح أومليل أنه وأمام هذا الواقع المرتقب “سيصبح الأمن والاستقرار هما المطلب الأول للناس”، و”سيكونون قابلين لاستدعاء دولة شديدة القبضة الأمنية يقايضون بها مطلب الدولة الديمقراطية، وسيبرز حكام مستبدون بلا عُقَد بدعوى حفظ الأمن والاستقرار والنظام العام”.
وقف أومليل في تقديمه أيضا عند التصفيق الذي علا للصين لأنها نجحت في صد الوباء الذي يبدو أن فيروسه قد خرج من مدينتها ووهان، “ليغطي هذا التصفيق على “طبيعة النظام الصيني، الذي وإن حقق في وقت قصير نموا اقتصاديا خارقا فعلى حساب الحريات الديمقراطية”، وهو نموذج “أغرى كل مستبد بمصادرة حريات مواطنيه بذريعة أولوية النمو الاقتصادي، وتحرر الزعماء الطغاة من عقدة الاستبداد، فصادروا الحريات في وضح النهار وعلى رؤوس الأشهاد” .
واستحضر أومليل ما طرحته الجائحة من “مقايضات زائفة”: بين الحرية الشخصية، حق الفرد في ملكية جسده وحريته في الامتناع عن وضع الكمامة وعدم الامتثال لضوابط الحجر الصحي، وبين حق الآخرين في الحياة وسلامة الصحة العامة. والمقايضة بين الحريات الديمقراطية وبين أولوية الأمن والاستقرار.
وقطع أومليل الشك باليقين قائلا: “سنشهد، بلا شك بفعل آثار الجائحة، اهتزاز استقرار مجتمعات ودول، سيؤول بعضها إلى دول فاشلة، مما يجعل الأولوية لتأمين الأمن والاستقرار، وباسم تأمينهما سنشهد مقايضة الحرية بالأمن العام”.
” مقدمة الكتاب توقفت أيضا عن المقايضة الحاصلة “بين الحاجة إلى إطلاق عجلة الاقتصاد وبين حفظ حياة الناس”. قبل أن يستدرك أولمليل قائلا: “لا بد من الأمرين معا، تحريك عجلة الاقتصاد وتأمين حياة الناس، وهو ما لا يتأتّى إلا برسوخ ثقافة المواطنَة، من انضباط ذاتي بالإجراءات الوقائية ورسوخ الثقة بين الدولة ومواطنيها”، علما أن “مواجهة الجائحة تعود أساسا إلى طبيعة الثقافة السائدة في المجتمع”.
يتناول الباحثون في هذا الكتاب الجماعي مواضيع من قبيل: مستقبل التعليم، التحديات التي تنتظر المغرب مابعد الجائحة، ضرورة تجديد الإنسية، مستقبل العولمة، المآلات الجيوستراتيجية للجائحة، أسئلة البدائل الاقتصادية ومستقبل الحريات والديمقراطية في التجربة الإنسانية.


الكاتب : المحرر الثقافي

  

بتاريخ : 18/05/2021

أخبار مرتبطة

  قد تحمل الحرب الإسرائيلية الجارية علnى قطاع غزة  المفكر المغربي المعروف عبدالله العروي على التفكير في كتابة الجزء الخامس

تعني الكتابة في ما تعنيه، أن تتواجد في مكان آخر بينما أنت قابعٌ في مكان مّحدد المعالم، أي أن تكون

يرتقب أن تستقبل مؤسسة»أرشيف المغرب» معرضا خاصا بمسار عبد الواحد الراضي، القيادي الراحل في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وقبله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *