المتحور دلتا كان شرسا معهم وتسبب في وفاة أكثر من 21 قاصرا في المغرب

البروفيسور سعيد المتوكل: تلقيح الأطفال يستند على أسس علمية وسيمكّن من تحقيق

مناعة جماعية بنسبة أكبر مما كان مسطّرا

 

أكد البروفيسور سعيد المتوكل، عضو اللجنة الوطنية العلمية لتدبير جائحة كورونا، في تصريح خصّ به “الاتحاد الاشتراكي”، أنه بعد ظهور فيروس كوفيد 19 في نسخته الأولى بـ “يوهان” وانتقاله عبر العالم، رافق انتشاره نقاش علمي ومجتمعي يتعلق بتلقيح الأطفال من عدمه، بعد الدراسات التي تم إنجازها والتقدم الذي حققته التجارب والذي تُوّج بتصنيع لقاحات متعددة ضد الداء. وأبرز الخبير الصحي أنه تبيّن في البداية على أن الأطفال لم يكونوا مستهدفين بالفيروس ولم تكن تسجل إصابات بنسب كبيرة في صفوفهم، وإن كانت تظهر بين الفينة والأخرى بعد الحالات لمتلازمة تعرف بمرض “كاوازاكي”، الذي كانت الإصابة به نادرة إبان ظهور الكوفيد وفي حالات استثنائية وصغيرة جدا، رغم تشكيلها لبعض الخطورة.
وأوضح البروفيسور المتوكل، أنه بمرور الأيام، عرف الفيروس تمحورات كانت على شكل تموجات أدت إلى ظهور موجة ثانية عُرفت بموجة المتحور الإنجليزي ألفا، ثم ظهر بعد ذلك بفارق زمني غير كبير المتحور دلتا، هذا الأخير الذي عرف انتشارا سريعا وكان يصيب الأطفال أيضا بنسبة أكثر، حيث أصبح صغار السن من مختلف الأعمار، رضعا وغيرهم، عرضة له ولتبعاته. وشدّد الخبير الصحي في تصريحه للجريدة، على أن نسبة كبيرة من الأطفال أصيبت عبر العالم الذين أصبحوا حاملين للفيروس وينقلون عدواه إلى محيطهم الأسري والتعليمي وفي مختلف الأنشطة واللقاءات الاجتماعية وغيرها، كما وقع في المغرب نموذجا، إذ وفي شهر غشت تم فقدان أكثر من 21 طفلا ويافعا، الذين أصيبوا بهذا المرض الذي تسبب في وفاتهم.
هذه التطورات عبر العالم، أكد البروفيسور المتوكل، دفعت المختبرات إلى الدخول في سباق مع الزمن لإنتاج لقاحات للأطفال، بعد أن ارتأى عدد من الخبراء تلقيحهم ضد الفيروس، فأنتجت الصين نموذجا، لقاحات للأطفال ما بين 3 و 12 سنة، ولباقي الفئات العمرية أيضا، مشيرا إلى أن عددا من الدراسات السريرية بمجموعة من الدول أظهرت أنه متى تم تلقيح الأطفال تكون لهم مناعة ضد الفيروس وتحميهم هم وذويهم. وأبرز عضو اللجنة الوطنية العلمية لتدبير جائحة كورونا، أنه إبان انتشار المتحور دلتا في المغرب، تم تسجيل الكثير من حالات الإصابة به في صفوف الأطفال وكذلك عند النساء الحوامل، وذلك خلال ذروة الانتشار السريع للفيروس، مشيرا إلى أنه وأمام صدور مجموعة من الدراسات العلمية الرصينة التي توصي بتلقيح الأطفال انطلاقا من 12 سنة فقد كان هناك إجماع في اللجنة العلمية للتلقيح التي أوصت باعتماد هذه الخطوة في بلادنا، نظرا لاعتبارات علمية رصينة، وهو الأمر الذي كان محطّ إجماع بينها وبين اللجنة الوطنية العلمية لتدبير جائحة كورونا، حيث أصبح بالإمكان خلق مناعة جماعية تفوق 80 في المئة لجميع الساكنة، وتجاوز الهدف المنشود والنسبة المتوخاة بشكل أكبر.
وبخصوص الآثار الجانبية المحتملة لبعض اللقاحات، خاصة لقاح فايزر، أكد البروفيسور المتوكل، أن الدراسات السريرية التي تم القيام بها أظهرت عدم وجود آثار جانبية كبيرة، مشيرا إلى أنه فيما يتعلق بلقاح فايزر كانت هناك بعض الحالات المرضية بعد الخضوع للتلقيح، التي همّت عضلة القلب والغشاء القلبي، مشددا على أنها تبقى حالات معزولة. وأبرز المتحدث أن تلقيح الأطفال لم يتحقق حوله إجماع علمي كبير في جميع دول العالم، إذ أن هناك بعض الدول التي لم تعمل به، في حين أن أخرى أقرّته كالمغرب، مشيرا إلى أن إيجابياته هي أكثر من سلبياته المحتملة بشكل كبير، وبأن خطوة العمل به تستند على أسس علمية دقيقة، مشيرا إلى أن عدد الأطفال ما بين 12 و 17 سنة الملقحين اليوم تجاوز المليوني ملقح، وبأن العملية تتواصل بشكل سلس وبعيدا عن كل التخوفات التي قد يطرحها البعض بشكل متأخر.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 07/10/2021