امرأة في مواجهة الموت -21- قريبا من الموت بعيدا عنها

اختارت أن تعيش بين الثلاجات وطاولات التشريح، أن ترافق الأموات طيلة 15 سنة تقريبا وهي تستنطق الجثت بحثا عن عدالة فوق الأرض قبل تحتها، مشاريط متنوعة ومناظير مختلفة وحقائب وقناني بيولوجية بمشرطها تُعلي الحقيقة، كما ان تقاريرها لا يدخلها باطل فهي مهيأة لتنصف المظلوم، مشاهد الموت اليومية لم تضعف قلبها أمام موت متكرر ليل نهار وعلى مدار السنة. فقد اعتادت العيش وسط أجساد متحللة وأشلاء بشرية واجساد متفحمة واخرى فقدت ملامحها. من أجل أن تعلن عن الحقيقة كاملة انها الدكتورة ربيعة ابو المعز خلال هذا الشهر الفضيل سيبحر معنا القارئ لتفكيك جزء من مرويات الدكتورة ربيعة ابو المعز إخصائية الطب الشرعي بمستشفى محمد الخامس.

 

تؤكد ربيعة ابو المعز أن علاقتها بعالم الأموات وأسرار هو اقترابها من الأموات واشتغالها اليومي على الجثة جعلها تشتغل على نفسها هي الأخرى، فربيعة 2004 ليست هي ابوالمعز بعد 14 سنة من الاشتغال على عالم الأموات فهنا كتغيير في المواقف كما أن هناك تغيير في القرارات، فالعمل اليومي بالقرب من الأموات يدفعها الى القيام بوقفات متكررة وإعادة النظر في العديد من الأمور،لأنه في الكثير من الأحيان تؤكد ابوالمعز أنها تقف أمام الجثة وتردد أنه كان بالإمكان أن تكون في هذا الوضع وفي نفس المشرحة او في غيرها، لأن حضورها في عالم الأموات يتركها في كثير من الأحيان تشتغل على نفسها ايضا بحكم أن ربيعة ابو المعز تعتبر أي يوم تعيشه يمكن أن يكون هو اخر يوم في حياتها، وبالتالي فإن إيمانها القوي بالموت كمرحلة نهاية كانت لها بداية يجعلها تتشبث بالحياة أكثر، تبحث عن كل ماهو أجمل وتنتشي بما تملك من حياة جميلة والبحث عن الجمال في كل من الحياة الزوجية والعلاقات العامة والخاصة.
كما أنه الدكتورة ابوالمعز تعتبر أن الموت الذي تواجهه كل يوم قادها إلى التلذذ بالنعمة وبما هو جميل في الحياة بعيداعن إحصاء نعم الآخرين أوالتشفي في أحزانهم.
كما أن الموت في نظر ربيعة يقودها حتما إلى الاستقرار النفسي الذي يمكن الشخص من القدرةعلى إدارة الغضب كما الفرح، ويفيد ايضا في التغلب على الخوف والهلع التي يمر منها كل واحد في حياته.
وتعتبر ربيعة أن عالم الأموات هو العالم الحقيقي الذي يتميز باكتساب كلما هو مفقود في الحياة، فالموت هوالوجه الحقيقي الذي لانراه في المرآة.
وبالتالي أنه اثناء الانتقال من عالم الأموات إلى الحياة اليومية يكتشف المرء زائفية الأشياء وزورية المواقف وانحرافية الطريق.
وأكدت ابوالمعز أنه أصبح لزاما البحث عن الحقيقة وسط هذا العالم المليء بالمتناقضات
والا فإن الادعاءات التي يؤمن بها كل فرد من أفراد المجتمع ستكون مجرد سحابة صيف عابرة لن تمطر وحتى أن أمطرت فلن تكون لها أية نتائج تذكر.


الكاتب : n مصطفى الناسي

  

بتاريخ : 26/04/2022