بالحبر و الصورة : الريسوني والقباج وجنس الملائكة…

 

لما كان محمد الفاتح يدك أسوار القسطنطينية، كان الرهبان، في دهاليز الأديرة والكنائس والكاتدرائيات غارقين في الحديث المبهم والمحاولات المتشنجة للجواب عن سؤال يحيرهم:هل الملائكة ذكور أم إناث؟
يتذكر المتتبع المغربي اليوم هذه الواقعة، وهو يرى فقهاء المغرب، من أمثال الريسوني والقباج والوزراء المتفيقهين مثل البوليف «المستوشر» في ديوان.
رئيس الحكومة حول القروض التي تقدمها الدولة، اليوم رفقة الأبناك من أجل دعم المقاولات الذاتية والصغيرة جدا لإخراج ملايين الشباب من البطالة ومن العطالة ومن التفكير في هجر البلاد.
ما زال الريسوني يحاول أن «يقلز» للدولة من تحت الجلباب، ليقول لنا بأن القروض الحديثة جيدة، لكي يوعز لأهله بأن القروض الأخرى حرام، وهو يطرح مادة إيجابية للنقاش لكي يهدم أخرى مثلها، ويدفع بقضية الشباب لكي يهدم أساس الناظم البنكي بل ويعطي الحق لنفسه في أن يفتي، في أمر أفتت فيه المؤسسات من قبل.
هناك حالة تقويض لمرتكزات التدبير الاقتصادي، عبر «فيْقَهته» المستمرة بالحفاظ على نوع من «الأستاذية» الدينية، التي لا تراعي قضايا الأمة والشباب، وجر النقاش إلى جنس الملائكة..
هناك ملايين الشباب الذين ينتظرون «فتاوى» اجتماعية واقتصادية وتدبيرية ، لها علاقة بالحكامة والتسيير والمشاركة وتوزيع الثروة، لا يراها المتفيقهون الجدد، هم الذين لم يستطيعوا أن يفتوا لأتباعهم حول التعفف عن مال الدولة وعن مراكمة الامتيازات والانتدابات وعن التقاعدات الضخمة، أهي حلال في بلاد الفقر ونسبه المقلقة أم هي حلال في وسط الأتباع، وضلال عند الآخرين؟
هناك حدود للمعقول ،لا يمكن تجاوزها في استصغار عقول المغاربة وجرهم إلى تفكير بعيد عن واقعهم، وفرض نقاش طاعن في التعالي..


بتاريخ : 19/02/2020