جهة الداخلة وادي الذهب تعرض بمدريد مؤهلاتها على المستثمرين الإسبان

بحضور حوالي مائة رجل أعمال وممثلي الشركات الكبرى، إلى جانب دبلوماسيين معتمدين في إسبانيا

 

احتضنت العاصمة الإسبانية مدريد، الثلاثاء، أشغال منتدى اقتصادي رفيع المستوى مخصص لعرض فرص الأعمال التي توفرها جهة الداخلة-وادي الذهب، بحضور حوالي مائة رجل أعمال وممثلي الشركات الكبرى، إلى جانب دبلوماسيين معتمدين في إسبانيا.
وتميز هذا المنتدى، المنظم من طرف غرفة التجارة بمدريد بشراكة مع سفارة المغرب بإسبانيا، بمشاركة رئيس مجلس الجهة الخطاط ينجا، وسفيرة المغرب بإسبانيا كريمة بنيعيش، ونائب رئيس غرفة التجارة بمدريد أوغوستو دي كاستانيدا.
وتضمن برنامج هذا الحدث عدة جلسات أدارها مسؤولون من المركز الجهوي للاستثمار حول «مناخ الأعمال وفرص الاستثمار بين جهة الداخلة وإسبانيا» و»الاستراتيجيات القطاعية للمغرب بجهة الداخلة».
وتمحورت المداخلات أيضا حول عرض ميناء الداخلة الأطلسي الجديد وفرص الاستثمار في قطاعات التجارة والسياحة والصناعة وتربية الأحياء المائية بالمنطقة.
وحسب غرفة التجارة بمدريد، فإن «جهة الداخلة تتميز بإمكانياتها في مجالات الصيد البحري والسياحة والفلاحة والطاقات المتجددة، مما يجعلها وجهة استثمارية استراتيجية، خاصة بالنسبة للشركات الإسبانية».
وأوضحت الغرفة في مذكرة تقديمية للمنتدى أن «هناك استثمارات كبرى جارية في الجهة، مثل ميناء الداخلة المطل على المحيط الأطلسي، والتي من شأنها تحفيز مختلف القطاعات الإنتاجية، وتعزيز البنية التحتية اللوجستية، وخلق فرص في مجال النقل البحري الدولي».
علاوة على ذلك، يضيف المصدر نفسه، فإن « المشروع الكبير الذي تبلغ قيمته ملياري دولار لإنشاء مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر سيخول المنطقة أن تصبح مركزا رئيسيا للابتكار والاستثمار».
وفي هذا الإطار، أكد نائب رئيس غرفة التجارة بمدريد، أوغوستو دي كاستانيدا، أن المنتدى الاقتصادي رفيع المستوى حول فرص الاستثمار بجهة الداخلة-وادي الذهب يتيح فرصة العمل على تعزيز علاقات التعاون التجاري بين إسبانيا والمغرب.
وأشار دي كاستانيدا خلال هذا اللقاء إلى أن «هذا الاجتماع المهم يتيح لنا فرصة التعرف على بعضنا البعض وتعزيز صداقتنا، الأمر الذي سيؤدي إلى التقدم المتبادل»، مؤكدا على أهمية هذا الحدث الذي عقد بمبادرة من الغرفة بالشراكة مع سفارة المغرب بإسبانيا.
وعلى أساس هذا المبدأ، يقول المسؤول الإسباني، فإن غرفة التجارة بمدريد «تدعم بقوة» هذا النوع من الفعاليات كوسيلة لتعزيز المعرفة المتبادلة والتعرف عن كثب على فرص الاستثمار التي توفرها المنطقة.
وأشار نائب رئيس غرفة التجارة بمدريد إلى أن «المغرب قوة اقتصادية إقليمية ذات اقتصاد حديث ومتنوع، وموقعه الجغرافي الاستراتيجي يتيح له الولوج إلى سوق تضم 2500 مليون نسمة».
وتابع قائلا: إن «موقع المغرب كبوابة لأفريقيا ومركز لوجستي ومالي بالنسبة لسوق جنوب الصحراء يجعله بلدا استراتيجيا»، مشيرا إلى أن المبادلات التجارية بين المغرب وإسبانيا بلغت رقما قياسيا وصل إلى 12 مليار يورو خلال العام 2023.
من جهتها، أكدت سفيرة المغرب في إسبانيا، كريمة بنيعيش، أن جهة الداخلة – وادي الذهب أضحت قطبا اقتصاديا إقليميا رئيسيا يربط المغرب مع امتداده الإفريقي ويوفر فرصا استثمارية كبيرة للفاعلين الاقتصاديين المغاربة والأجانب على حد سواء.
وأوضحت بنيعيش، أمام ثلة من السفراء الأفارقة والعرب وحوالي مائة من رجال الأعمال ورؤساء المقاولات الإسبان، المشاركين في المنتدى، أن هذه الجهة تعد من أكثر الجهات دينامية في المغرب بفضل النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس سنة 2015.
وأبرزت الدبلوماسية أن هذا النموذج التنموي مكن من تنفيذ برامج هيكلية مختلفة لمواكبة تنمية الجهة في العديد من المجالات، بما في ذلك البنيات التحتية للموانئ والطاقة والفلاحة والصيد البحري والسياحة والتكوين والثقافة والبيئة.
وقالت بنيعيش: «اليوم، يتعين علينا الاستفادة من هذه المؤهلات والمزايا التي توفرها هذه المنطقة، وكذا من اللحظة التاريخية التي تشهدها العلاقات بين المغرب وإسبانيا، لدعم المستثمرين الإسبان في المملكة وفق منظور رابح-رابح».
وأضافت أن المغرب تحت القيادة المستنيرة لجلالة الملك محمد السادس، أطلق سياسة إفريقية «واقعية وبناءة»، تعزز التعاون المثمر بين بلدان الجنوب وتجعل من المغرب قطبا إقليميا وقاريا.
وفي هذا السياق، ذكرت بنيعيش بإطلاق جلالة الملك، في نونبر 2023، للمبادرة الأطلسية الرامية إلى تعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، مراهنا بذلك على الاندماج الإقليمي الذي يتيح فرصا كبيرة للتحول الاقتصادي والاجتماعي والأمني والبيئي.
وتميز هذا المنتدى بمشاركة نحو مائة مستثمر ومقاولة إسبانية كبيرة من مختلف قطاعات النشاط الاقتصادي مثل إيبردرولا ورينفي وألستوم وفيكتاليا وريبسول فضلا عن شخصيات سياسية.
وتضمن برنامج هذا اللقاء عدة حلقات نقاش نشطها مسؤولون من المركز الجهوي للاستثمار حول «مناخ الأعمال وفرص الاستثمار بين جهة الداخلة وإسبانيا» و»الاستراتيجيات القطاعية لجهة المغرب والداخلة».
وركزت المداخلات أيضا على عرض ميناء الداخلة الأطلسي الجديد وفرص الاستثمار في قطاعات التجارة والسياحة والصناعة وتربية الأحياء المائية بالمنطقة.


بتاريخ : 18/04/2024