بعد تأكيد وزارة الصحة تسجيل ارتفاع ملحوظ في حالات الإصابة بـ «بوحمرون»

 

الدكتور سعيد عفيف لـ «الاتحاد الاشتراكي»: كل الأمراض مرشّحة للعودة بقوة في غياب التلقيح

 

أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أن حالات الإصابة بالحصبة قد سجلت ارتفاعا في بلادنا، مبرزة أنه تم رصد ارتفاع ملحوظ منذ منتصف شتنبر 2023 بجهة سوس- ماسة بالخصوص، وهو ما دفعها من خلال مصالحها الجهوية والإقليمية للقيام بمجموعة من التدابير الميدانية تتمثل في تعزيز أنشطة الرصد الوبائي وحملات للتلقيح، مما مكّن من احتواء سرعة انتشارها، وهو ما جعل الحالات المسجلة في الأسابيع الأخيرة متمركزة بإقليمي تارودانت وشتوكة آيت باها.
وتعليقا على الموضوع أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس «أنفوفاك المغرب» في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن كل الأمراض بشكل عام قابلة لتسجيل ارتفاع في أعداد المصابين بها، سواء تلك التي تستمر في الحضور أو التي تم القطع معها منذ سنوات، في حال إذا ما تم التخلي عن التلقيح، وعدم تمكين الأطفال والأشخاص بشكل عام من اللقاحات المضادة لهذه الأمراض بشكل منتظم.
وأبرز الخبير الطبي في تصريحه للجريدة، أن فترة الجائحة الوبائية أدت إلى تسجيل نقائص في هذا الإطار، إذ أن العديد من الأطفال لم يتم تلقيحهم بعدد من اللقاحات الضرورية لتمنيع أجسامهم ضد مختلف الأمراض، هو الوضع الذي كان قد تم التنبيه إليه في حينه، وبتنسيق مع مصالح وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تم القيام بعمل جبار لتجاوز هذا الوضع، مشيرا في نفس السياق أيضا إلى الحملة الواسعة التي تم القيام بها في 2013 والتي همّت تلقيح 11 مليون شخص مابين 9 أشهر و 19 سنة، وهو الأمر الذي ساهم في عدم ظهور العديد من الأمراض إلى غاية سنة 2023.
وشدد الدكتور عفيف على أن عدم التلقيح في فترة كوفيد وتراجع المناعة بسبب الوضعية الوبائية ساهما في عودة العديد من الأمراض وتسجيل معدلات مرتفعة في الإصابة بها، كما هو الحال بالنسبة للحصبة اليوم المعروفة بـ «بوحمرون»، ولمرض النكاف كذلك، الذي تم رصد أكثر من ألف حالة إصابة به في صفوف الأطفال في ظرفية زمنية وجيزة على مستوى عيادات أطباء الأطفال في الدارالبيضاء. ودعا رئيس «أنفوفاك» إلى عدم التغافل عن التلقيح واعتباره أولوية صحية من طرف الأمهات والآباء، مشددا على أن الوضعية المرتبطة بالحصبة تتطلب إطلاق عملية تحسيس وتواصل للقيام بتلقيح كل الأشخاص المستهدفين، مبرزا أن الأمر يتعلق بجرعتين وليس بجرعة واحدة وأخرى تذكيرية، مضيفا بأن اللقاح متوفر بالمجان في المراكز الصحية كما أنه يمكن القيام به في القطاع الخاص لأنه غير مكلّف.
وكانت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية قد أكدت في بلاغ لها أن التحريات الوبائية الميدانية التي قامت بها بيّنت على أن انخفاض الإقبال على التلقيح بمجموعة من التجمعات السكانية، ساهم في انتشار الفيروس وظهور بؤر الحالات المرضية بالحصبة. وشددت الوزارة على أن التطعيم هو الطريقة الأكثر فعالية للوقاية من العديد من الأمراض المعدية بما في ذلك الحصبة، مهيبة بالأمهات والآباء الالتزام بجدول التلقيح المعتمد في إطار البرنامج الوطني للتمنيع، حيث يشمل جرعتين ضد الحصبة في الشهر التاسع والثامن عشر، مضيفة بأنه في حال ظهور أعراض المرض التي تمثل في طفح جلدي مع حمى، يجب التوجه إلى أقرب مؤسسة صحية لتلقي العلاج المناسب وتفادي المضاعفات.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 06/03/2024