بـ «ترابيع القمر الخمسة» : محمد جليد ينهي ترجمة ثلاثية جيلبير سينويه

وقع المترجم محمد جليد على ترجمة الجزء الثالث من ثلاثية الكاتب الفرنسي جلبير سينويه الموسومة بـ»إن شاء»، وهو بعنوان «ترابيع القمر الخمسة»، إذ صدر قبل أيام ضمن منشورات دار الجمل البيروتية. هكذا، تكتمل الترجمة العربية لهذه الثلاثية التي تقع مجتمعة في نحو 1300 صفحة، وتتألف من «أريج الياسمين» و»صرخة الحجارة» الصادرتين تباعا سنة 2016 عن الدار نفسها.
تتناول هذه الثلاثية تحولات المأساة الفلسطينية وتطورات الأحداث التاريخية في منطقة الشرق الأوسط، على امتداد قرن كامل من خلال متابعة مسارات خمس عائلات (شهيد، لطفي، الصافي، مرقس، طربوش) تنحدر من فلسطين ومصر سورية والعراق، وهي تنتمي إلى أجيال وإثنيات ومذاهب وأديان مختلفة (إسلامية ومسيحية ويهودية)، وتعيش في البلدان المذكورة، لكن مصائرها تدفعها إلى الانتقال إلى أمكنة مغايرة. في هذا السياق، يروي الجزء الأول ما وقع في فلسطين منذ صدور ما سمي بـ»وعد بلفور» الذي منح بموجبه المستعمر الإنجليزي الأرض الفلسطينية للشتات اليهودي تحت ضغط الحركة الصهيونية، وكذا الثورة الفلسطينية سنة 1936 والنكبة الكبرى التي تلتها سنة 1948، مثلما يسرد التحولات العامة التي شهدتها مصر، بدءا بانتفاضة سنة 1919، مرورا بخلق الملك فاروق ووصول العقيد جمال عبد الناصر إلى السلطة، وانتهاء عند الهجوم الثلاثي (الصهيوني- الإنجليزي- الفرنسي) على مصر سنة 1956، بحيث يجعل الكاتب من هذه الحلقة منتهى هذا الجزء.
في حين، يزخر الجزء الثاني «صرخة الحجارة» بالأحداث التاريخية الكبرى، كانت العائلات الخمس المذكورة شاهدة عليها ومنخرطة فيها، أهمها الانقلابات العسكرية المتابعة في سورية والعراق، وانفراط عقد الوحدة العربية بين مصر وسورية، وهزيمة سنة 1967، وحرب أكتوبر سنة 1973، ونجاح الثورة والإطاحة بشاه إيران سنة 1979، ثم حرب الخليج، فاتفاقيات أوسلو، وانتهاء بأحداث الحادي عشر شتنبر 2001. أما الجزء الأخير «ترابيع القمر الخمسة، فيجعل من هذه الأحداث مفتتح سرد يرى أن العالم العربي دخل مرحلة الشك على صعيد عمله السياسي ومشروعه الاجتماعي ومنجزه الحضاري والثقافي. بعد هذه المحطة التاريخية المأساوية ستتحطم مصائر جمانة وماجدة وجميل وسامية وجبريل وسليمان ورشا وزياد- وهم جميعا حفدة العائلات الخمس التي انطلق معها الحكي في هذه الملحمة الإنسانية القاتمة- بين عشية وضحاها، بسبب عجزها عن وقف الصراع الذي يمزق أوصال عالمها. تتحطم هذه المصائر بسبب النزيف المتواصل الذي ينكأه التدخل الغربي، فيما يأتي التطرف ليزيد الجرح إيغالا.
اختار جلبير سينويه أن يختم ثلاثيته على إيقاع شرارات الربيع العربي.


بتاريخ : 09/04/2021