تواصل فعاليات المهرجان الدولي للعود بتطوان عن بعد

 

سميرة القادري: قوة الإبداع والجمال قادرة على التصدي

لإعصار الخوف والقلق في زمن كورونا

 

تتواصل فعاليات المهرجان الدولي للعود بتطوان، حيث ستمتد هذه التظاهرة الفنية الدولية من 11يونيو إلى غاية 30من نفس الشهر.
المهرجان الدولي للعود في دورته 21، ينعقد تحت شعار « أوتار من وحي الحجر»، حيث سيكون  الجمهور على مدى عشرين يوما على موعد مع  أكثر من 30 مبدع، ينتمون لكل من المغرب، فلسطين، اليونان، إيران، العراق، سوريا، الأردن، تونس، مصر، المملكة العربية السعودية، الكويت وإيران.
في تصريح لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، أكدت الفنانة المبدعة ومديرة المهرجان سميرة القادري، أن  الحديث كان يدور على إلغاء هذه الدورة أو تأجيلها، بسبب ما عرفه العالم كله من مستجدات مرتبطة  بجائحة كورونا، لكن شخصيا، تضيف السوبرانو سميرة القادري، في ذات التصريح،  فكرت أن نستغل  التقدم التكنولوجي، ونقيم هذه الدورة عن بعد، خاصة وأن المهرجان راكم تجربة كبيرة من خلال دوراته السابقة التي تمتد إلى أكثر من عشرين سنة، من هنا طرحنا الفكرة على الوزارة في شخص المدير الإقليمي لقطاع  الثقافة بتطوان، حيث تفاعل مع هذه الفكرة بشكل إيجابي وبدون تردد، لكن  الأجمل، تقول السوبرانو سميرة القادري، هو هذا التفاعل الجميل والذي يثلج الصدر، لمجموعة من الشباب، الذين ركبوا معنا هذه المغامرة، وقد كان مخططنا أن لا يتجاوز هذا المهرجان خمسة أيام على أقصى تقدير، لكن بحكم أن المهرجان له مكانة لدى الجمهور والمبدعين على حد سواء، وله صيت دولي، لم  يقتصر الأمر على خمسة أيام كما كان التخطيط لذلك أول مرة، ليمتد إلى عشرين يوما، نستقبل من خلالها العديد من الأسماء الفنية، ونحتفي أيضا من خلال أيام المهرجان بالذاكرة التي راكمها المهرجان سنوات عديدة، حيث عرف تكريم العديد من الأسماء الفنية البارزة وتوزيع جوائز زرياب التي آلت لشخصيات مهمة، أغنت الساحة الفنية بعطاءاتها المتكررة والمتجددة، سواء على المستوى الوطني أو العربي أو الدولي، خاصة أولئك  الذين غادرونا، مثل الفقيد محمد رويشة والفقيد  عمر الطنطاوي والفقيد حسن ميكري وغيرهم وكذلك الذين مازالوا على قيد الحياة، أطال الله في أعمارهم.
بالفعل، تضيف السوبرانو سميرة القادري، دخل معنا هذه المغامرة الجميلة والجديدة علينا أيضا أسماء  مؤمنة بهذه الفكرة ونبلها، خاصة في ظل هذا المستجد وفي ظل هذه الظرفية التي غيرت حياتنا، واقتحم فيها فيروس كورونا المستجد البيوت، لذا كان التفكير هو مقاومة كل ذلك بالجمال والموسيقى التي هي الملاذ الآمن، باعتبارها ملح الحياة، وسخر أعضاء إدارة المهرجان  تضيف مديرته الفنانة سميرة القادري، معرفتهم ووقتهم خاصة في استعمال التطبيقات التكنولوجية حتى تتحقق هذه المبادرة، والاستجابة لرغبة الجمهور التواق لهذا الموعد، إذ أن الجميع  ينتظره بلهفة، لذلك  كان هذا البديل، وكانت المنصة الافتراضية، وشرعنا تشرح القادري، في التواصل مع الفنانين المبدعين، حيث تفاجأنا بسيل هائل من الطلبات  للمشاركة في هذه الدورة التي تنظم عن بعد، وهي مناسبة، تقول سميرة القادري، للفنانين  للتواصل مع الجمهور، ومقاومة هذا الواقع الجديد معا بالموسيقى، وهي فرصة للفنانين الذين وظفوا عزلتهم داخل الحجر المنزلي، وحولوها إلى محراب ومنبر للإبداع وإنتاج  الأمل والتفاؤل من أجل غد أفضل، والتغريد خارج الأسوار، للتواصل مع الجمهور، فقوة الإبداع والجمال،  تقول السوبرانو سميرة القادري، قادرة على أن تقف وتتصدى لأي إعصار، مهما  كان، إعصار الخوف  والقلق والشك  في زمن كورونا، الذي جعل الإنسان يعيش في دوامة، ويطرح العديد من التساؤلات، وهو يرى هذا الممر الضيق الضبابي، ولا يعرف مآله.
لهذا نعتقد أن الروح الإيجابية، التي يزرعها الفن والإبداع بشكل عام، قادرة على طمأنة النفوس ورفع  المعنويات، والتحريض على التشبث بالأمل.
الدورة الحالية، تقول سميرة القادري، تتميز بمشاركات مغربية ومغاربية وعربية ومن خارج الوطن العربي كذلك، والجميل أن من حسنات هذه الدورة التي تنظم عن بعد، أنها سنحت الفرصة لمشاركة فنانين عراقيين وإيرانيين، حيث سيتواصلون مع جمهورهم المغربي وغيره بدون تأشيرة، ومناسبة لهم لكي يعرضون تجاربهم الفنية الكبيرة والغنية . أمام هذا الفيض من المشاركات، تولدت لدينا أفكار جديدة، تضيف السوبرانو سميرة القادري، كما ستعرف فعاليات هذا المهرجان تنظيم عشرين حفلا وتنظيم ثلاثة ورشات في تقنية العود والعزف إضافة إلى ماستر كلاس الذي سيخصص للحديث عن صناعة الآلات الموسيقية القديمة.
فالمهرجان، تقول الفنانة القديرة سميرة القادري، أصبح محطة يشد الانتباه إليه بقوة، لأنه مميز فعلا  وفريد من نوعه عربيا ودوليا، إذ في كل ليلة سيكون الجمهور على موعد من التجارب الفنية، و كذلك  استحضار أقوى اللحظات التي مرت في حفلات سابقة، وتكريم قامات فنية ومنحها جائزة زرياب التي يقدمها المجلس الوطني للموسيقى، كل ذلك من أجل الاحتفاء بالجمال وبالفرح.


الكاتب : جلال كندالي 

  

بتاريخ : 15/06/2020