خرج من منزله بتاريخ 03 مارس ولم يعد إليه : حملات تواصلية للبحث عن الشاعر الرايس الحاج المهدي بن مبارك بعد اختفائه

 

بتاريخ 3 مارس 2024 خرج الشاعر الرايس الحاج المهدي بن مبارك من منزله بحي جميلة 7 سباتة لأداء صلاة العصر كعادته، لكن رغم تقاسم الخبر من طرف أبنائه ومحبيه على مواقع التواصل الاجتماعي لم يعثر له على أثر، وتجدر الإشارة إلى أنه كما صرح أحد أبنائه فإن المعني بالأمر مصاب بظاهرة النسيان في الأيام الأخيرة.
ويعتبر الشاعر الرايس الحاج المهدي بن مبارك من مواليد دوار ايت واضيل ناحية احاحان، إقليم الصويرة سنة 1936، الذي أعطى الكثير لفن تيرويسا، كلمة هادفة، وألحانا رائعة، ويتوفر على صوت قوي موصل، حيث استطاع خلال مسيرته الفنية أن يكون محبوب جماهير غفيرة، كما هو الشأن بمعاصريه المرحوم الحاج عمر واهروش صاحب قصيدة «الضابط»، التي سجن عليها أيام المستعمر لثلاثة أشهر، والمرحوم أجحود الرايس الحاج محمد الدمسيري، الذي سجن أيام سنوات الرصاص على قصيدته المغناة والمعنونة بعنوان «اكرن» الدقيق.
وكان الرايس الحاج المهدي بن مبارك قداعتزل تيرويسا منذ مدة، وكان اعتزاله المفاجئ قد تسبب في حرمان جمهوره من المزيد من روائعه، وهو الذي يتوفر على رصيد فني جد متميز، ومن بينه قصيدته المغناة والمدونة المعربة في مؤلف الشعر الديني المغربي الأمازيغي في خدمة الإسلام، والتي تعتبر مرجعا لمستمعيه ممن أرادوا أداء فريضة الحج ،التي تقع في تسعين بيتا يقول في مطلعها «لحيح ءايكاد – لفرض ءايمو سلمن فلاغ – ءا بلحاق ياناس ئدركن ءاساغ ننا شرع – ئما لمسكين ربا ءاكيسن ءوكان ئحنـــــان – واخا نيت كان لفرض ءورفلاس ئكليــــف». ويقول المتحدث في الأبيات السالفة الذكر فيما نم تعريبه «الحج فرض علينا أيها المسلمون – لكن الشريعة فرضته على من استطاع إليه – المسكين شمله الله بعطفه وحنانه لا يجب عليه ولو كان فرضا».
كما نستحضر بهذه المناسبة نموذج ثان من شعره المغنى والمدون في مؤلف الوحدة الترابية في الشعر المغربي الأمازيغي بأكثر من ثمانين بيتا معربة جاء فيها مخاطبا الجار الجاحد «ءاغار ئزرا لمعادن غ ءوفلا واكال – ئزر لفوسفاط نكودي ئرين ءاتين ءاوين – ءاسرس ئبنوتامازيريت نس ئخلو تيناغ – ولا يني لحسابان يوت ءوراس ئفوغ»، وهو ما يعني بعد ترجمته إلى العربية «ما أن شاهد أعداء وحدتنا الترابية المعادن النفيسة فوق الأرض، وشاهدوا خاصة مادة الفوسفاط حتى خططوا للسيطرة عليه ولو بواسطة الغير، ليبنوا بها وطنهم اقتصاديا وليهدموا اقتصاد وطننا، لكن حساباتهم وتخطيطاتهم باءت بالفشل». في هذه الفقرة نجد الشاعر الرايس الحاج المهدي بن مبارك محللا اقتصاديا وسياسيا وطنيا، وهذا ما يجهله من ينظرون إلى الشعر الأمازيغي على أنه شعر الفرجة والمدح والغزل، وبالتالي يستحق هذا الهرم الذي أعطى كل ما يملك لوطنه ومواطنيه البحث عنه والعمل على علاجه والعناية به، وان تبذل كل الجهود للوصل إليه.


الكاتب : محمد مستاوي

  

بتاريخ : 12/03/2024