دُعَـاءُ التُّـراب

كُـنْ رحيماً بموتانا أيها التراب
كُـنْ ناعماً وحَـنوناً عليهم
امسحْ دماءَهم ودموعَهم أيها المنديلُ الأطلسي
واسمعْ أَنَّـاتِهم الخافتة
فقد كانوا بائسين وسَـيِّـئي الحظ.
احفظْ بين ذَرَّاتِكَ الرطبةِ لحـمَهم الأسمرَ
وعظامَهم الهَـشَّـة،
جلودَهم وشُعُـورَهم،
أما أرواحُهم وأصواتُهم ووجوهُهم وعذاباتُهم
فسنتكَـفَّـلُ نحن بحفظها.
سنحفظها في ذَوَاكِـرنا
في دمائنا
في أنفاسنا
في جيناتِـنا
وسنورثها لأبنائنا وأحفادنا.
أيها الترابُ الخصيب
لقد كانوا يفهمون حياتَـك
فافهم موتَـهم.
أيها الترابُ الصامتُ الحزينْ
تَـمَاسَـكْ قليلاً.. عُـضَّ على ذَرَّاتِـكَ واصْـمُـدْ.
يا بِساطَنا العريضْ
يا زَرْبِـيَّـتَـنا
يا نِـطْـعَـنَـا وَوَضَـمَـنَـا
يا منبعَ حياتِنا ومَصَـبَّـها
تَـمَـاسَـكْ أيها المُـحْـتَـضَـرُ الخالدْ،
وَدَعْـنَـا فوقكَ قليلاً.
أعْـطِـنا مُهلةً نَـبْـكي فيها مَـوْتانا
قبل أن نهبطَ إليهم.
مهلةً نذكرُ فيها جَمالَهم وطيبتَهم وبَساطَـتَـهم
ونقول لهم: لا تَـبْـعَـدوا
ونقول لنا: لا نَـبْـعَـدْ
وأقول لك:
أَنْـلْ قَـدَمَـيَّ ظَـهْـرَ الغَـيْـمِ، إنِّـي
رأيـتُ الغيمَ أَثْـبَـتَ منكَ ظَـهْـرَا.


الكاتب : أحمد بوزفور

  

بتاريخ : 16/09/2023