سالم الفائدة في كتاب جديد «الرواية العربية والمحرم: التلقي، اللغة ورؤية العالم«

صدر مؤخرا عن منشورات إفريقيا الشرق بالدار البيضاء، كتاب نقدي جديد للباحث والناقد المغربي سالم الفائدة بعنوان» الرواية العربية والمحرم التلقي، اللغة ورؤية العالم «. يقع الكتاب في 292 صفحة من الحجم الكبير، ويتناول الناقد في هذا الكتاب كما ورد في كلمة ظهر الغلاف: نواصل في هذا الكتاب تتبع فعل الرقابة والتحريم وأثرهما في السرد الروائي العربي الحديث، ونعيد طرح الأسئلة تبعا لضرورات الواقع، لفهم دوافع حظر الرواية وماهية الأسباب الحقيقية لحصار الروائي، وبحث تأثير الاختيارات الجمالية والفنية واللغوية للكتاب في إثارة الرقيب، وكذا تبيّن ومساءلة الخلفيات الفكرية التي يتحقق عبرها تلقّي هذه الروايات، إلى جانب محاولة تحديد السمات الشكلية المميّزة لرواية المحرّم.
انصبّ اهتمام الدراسة على النصوص الروائية التي تعرضت للرقابة، أو رافق ظهورها جدل نقدي وقرائي ظل متواصلا لتناولها المحرّمات الثلاثة (الدين، الجنس، السياسة)، وهي أعمال صدرت عبر مراحل متباينة من تاريخ التجربة الروائية العربية (أولاد حارتنا 1959) و(شرق المتوسط 1975) و(الخبز الحافي1983) و(عزازيل 2008)، إضافة إلى نصوص روائية أخرى.
ولقد أتاح لنا تحليل ومقاربة هذه الروايات القول: أنه تكاد تكون لروايات المحرّم العربية هويتها الفكرية وشعريتها اللغوية وأسلوبيتها المميزة، فهي تحلق عبر لغاتها بعيدا عن أسوار الرقيب لتعبر عن رؤية نقدية للعالم، منتصرة للمستقبل والإنسان والحرية، وممجّدة العقل وقيم العدالة والخير والجمال والسلام».
ومن الخلاصات التي انتهى إليها سالم الفائدة في كتابه أن رواية المحرّم تؤسس ثقافيا لممارسة أدبية مغايرة ومفارقة لزمنها، ذلك أنها تتنفّس هواء الحرية في ظل بنيات سلطوية تقليدية، تصارع من أجل البقاء ضمن فضاء كوني يتجدّد باستمرار، إنها تسعى إلى تخصيب الساحة الفكرية لتحرير الفرد والجماعة من أصفاد الماضي، بالتغلغل في قضايا الراهن بلغة تمتح من ملاحم وإنجازات الرواية غربا، بعين نقدية منفتحة عل المستقبل، دون وجل أو تردّد أوحذر، لخلق كوة في جدار الصمت. وهي بذلك تحوّل الأدب إلى ساحة للصراع والمقاومة والتجديد الذي تحتّمه الحياة في مختلف أبعادها.


بتاريخ : 18/11/2021