« شَيْمَاء» وَشْمٌ مَا وَشَمَتْ سَمَاء

 

اِلْتَقَيْتُهَا، بغتة:
فِي مَحَطَّةِ قِطَارِ عابر،
وَعَابِرٍ جِدًّا.
لمحتهَا حِينَ وَلَجَتْ قَدَمَاي عَتَبَات مَجَالهَا.
اِسْتَهْوَتْنِي قَعْدَتهَا.
تَحَاشَيْتُهَا.
غَيْرَ أَنَّ عَيْنَاي اِلْتَقَطَتْ، بِالسُّرْعَةِ، عَيْنَيهَا.

جَفْنَاهَا، كَانَا فِي عِنَاقٍ مَعَ بَعْضِهَا.
كَأَنَّهَا فِي غَفْوَةِ السُّكُون.
اِبْتَسَمَتْ لَهَا شفتَاي.
فَرَدَّتْ، دَلَالًا، بِالْمِثْل.

أَدَرْتُ رَأسي، وَبِخبرةِ الْكبار،
أَهْدَيْتُهَا، بكامل الْهُدُوء:قِطْعَة «شكلاطة».

فَأَهْدَتْنِي: بَسمَةَ ثَغْرِهَا.

فِي بَدَنِهَا «شامة» الصَّفَاء،
وَروح الْبَيَاض.
عَلَى مَلَامِحهَا «علامات» الْحَيَاةوَرَحِيق الْوَرْد:
عُصار مِنْ حُلُمٍ طَرِيِّ الْمِزَاجِ، حلْوِ الْمَذاق.

طَقْمُ أسْنَانِهَا: مُصَمم كَعَقِيقٍ عَلَى جِيدِ غَزَال.
عيونها:
رموش المها.
كَعْبُهَا:
قضيب خيزران.
نُطْقُهَا: قَطرُ النَّدَى مِنْ أَقْدَاحِ يَسِيلُ مِنْهَا الْعَسَل.
مِنْ صَبِيبِ شَهْد: كَمَذاق الْفَرَحِ، وَالْأَعْرَاس.

يَا مسهرنِي فَوْقَ شِرَاعِ أَمْوَاجِ أَنْهُرِ الْحَوَاضِرِ الثلاث.

مِنْ موجة لِمَوْجَةٍ لِأُخْرَى:
تَحْتَ ظِلَالِ أَغْصَانِ شَجَرِ الْأَرْزِ وَالْبَلُّوط.

مِنْ غُصْنٍ لِغُصْنٍ لَآخرَ: لِبَلَابِل شَطِّ الْمَغِيب.
عَلَى وَهَجِ نَجْمَاتِ ليالي السَّهَر
وَنَغم شَمْسِ الْأَصيل: يصْدَحُ الْعُودُ،
وَتَتَغَنَّجُ التعريجة،
وَيَتَمَاوج الْكَمَان.

هِي الْآنَ: وَشْم فِي الذَّاكِرَة.
هِي الْآنَ، نَجْمَة ثَائِرَة.
بَيْنَ الضِّلْعِ، وَذَاكِرَتي: لَا تَحدّهَا حُدود، لَا تَحْبِسْهَا حَوَاجِز.

آهٍ، يا “شيماء”.
كَمْ سَتكونِينَ، سَيِّدَتَي:
حلْوَةَ الْمُعَاشَرَةِ، محمرة الْمَذاق.

الدار البيضاءـسلا:
في 08 و 09فبراير 2024


الكاتب : أمال حجي

  

بتاريخ : 01/03/2024