فضائح «ماندلا مانديلا» و عائلته..لم يبق من إرث «نيلسون مانديلا» سوى الاسم والذكريات!

لا يخفى على جيل الستينات إلى حدود التسعينات من القرن الماضي، كل ما يتعلق بالراحل «نيلسون مانديلا، المناضل الذي وقف في وجه نظام «الأبارتايد» (الفصل العنصري) بجنوب إفريقيا، والذي خرج من السجن نحو كرسي الرئاسة ببلاده.
لقد تحول اسم «مانديلا» بمرور الزمن إلى «أيقونة» عالمية يشع نورها من جنوب إفريقيا إلى العالم، ذلك أن مجرد ذكر هذا الاسم يثير الاحترام ويستدعي الشعور بالرهبة من لدن الجميع.. ترك إبن إفريقيا الأكثر شهرة «نيلسون مانديلا»، إرثا عظيما كـ»بطل لحقوق الإنسان» و«محارب من أجل المساواة»، مستندا إلى تلك القدرة الفريدة على الخطابة (اكتسبها من مطالعة الكتب في 27 عاما من السجن)، وأيضا إلى الابتسامة البسيطة والقريبة من القلب كوسيط لحل الأزمات. إذ توسط في نزاعات عدة : الصين والتبت، الولايات المتحدة وكوبا، وأيضا بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
غير أن «الأيقونة» الإفريقية – العالمية، أصبحت مجرد «أسطورة» تتناقلها الأجيال، ذلك أن عائلته، وخاصة بعض من أحفاده، أتوا من الفضائح ما سارت بذكره الركبان، وتنوعت تلك الفضائح بين الاغتصاب والخيانات الزوجية والاستيلاء على حقوق الغير وغيرها.
في هذا المقال، نسلط الضوء على الحفيد «ماندلا مانديلا» (شيف زوليفوليل) أو «الديكتاتور» أو «الشاب الجشع» (كما اعتادت ساكنة البلاد على تسميته)، لكثرة أفعاله المشينة..

ماندلا مانديلا.. الديكتاتور الجشع وبطل مسلسل الفضائح!

سنبتدئ بخبر نشرته صحيفة «تيلغراف» البريطانية، سنة 2012، تحت عنوان: «حفيد نيلسون مانديلا يطرد زوجته من المنزل بعد اكتشاف أن ابنه الرضيع هو ابن أخيه !»، حيث قام حفيد نيلسون مانديلا ووريثه السياسي «ماندلا مانديلا» (المزداد سنة 1974 والمعروف بشهيته الجنسية العالية وحفلاته الصاخبة ونادرا ما يغادر أروقة المحاكم) بنفي زوجته الفرنسية «أناييس غريمود» (19 عاما). والحقيقة أنها هربت رفقة الطفل الذي أنجبته من منزلهما في جزيرة «ريونيون» بعد أن اكتشف أنها أنجبت طفل شقيقه)، وقال حينها «أعادت عائلة مانديلا زوجتي «نكوسيكازي نوبوبيلي مانديلا»، المدعوة بـ «أناييس غريمود» إلى منزلها بعد اكتشاف أنها كانت على علاقة مع أحد أشقائي»، وما شاب الزواج (في تلك السنة) من حقيقة أن ماندلا ظل متزوجا رسميا من زوجته الأولى، ما جعلها تلتجئ إلى القضاء لإثبات أن زواجه الثاني غير قانوني، في فضيحة هزت قبيلة «ثيمبو» التي يترأسها، خاصة أن المخاوف من أن الحفيد الجشع سيدمر كل إرث الراحل مانديلا قد انتشرت على نطاق واسع.
ولم تتوقف مشاحناته القضائية بعد هذه القضية، بل استمرت في قضايا شهيرة جابت أركان جنوب إفريقيا، أبرزها حين أجبر محاميه على إغلاق مطعم في «كيب تاون»، لا لشيء سوى لأن مالكيه أسموه بـ»نيلسون تشيكن آند جرافي لاند» (Nelson›s Chicken and Gravy Land)، مع عروض خاصة في قائمة الطعام شملت وجبة عائلية بإسم «حرية نيلسون» (Nelson Liberation).
في واقعة أخرى، وأثناء تمثيله لجده في «احتفالات الذكرى المئوية لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي» التي أقيمت في «بلومفونتين»، قدم إستعراضا «باذخا» انزعج منه الكثيرون، حيث انضم إلى قادة «حزب المؤتمر الوطني الإفريقي» الآخرين الذين تناولوا «الشمبانيا الفرنسية» في ملعب لكرة القدم، وأمام 45 ألف من سكان البلدات السود الفقراء، وطلب منهم التقاط صور عنونها بـ»إن القادة الذين يستمتعون الآن بالشمبانيا، لا يشربونها إلا نخبا لك».
وذكر المقال، أن «ماندلا مانديلا»، في وقت سابق من سنة 2012، رفض (في ما يبدو رفضا، ولكنه يتعدى ذلك بكثير) بيع الحقوق الحصرية لتصوير «جنازة أيقونة مناهضة الفصل العنصري» مقابل حوالي 250 ألف جنيه إسترليني و(متاجرة صريحة بجثة جده !)، في حين زعمت «ثاندو» (زوجة ماندلا الأولى) أن زعيم القبيلة أبرم صفقة مع «هيئة الإذاعة جنوب – إفريقية» بالتعاون مع «هيئة الإذاعة البريطانية».
وسبق لـ «ماندلا» أن تعرض لـ»انتقادات صارخة» عقب إصداره أمرا بـ»إستخراج جثث 3 من أطفال الرئيس السابق من قريتهم «كونو» وإعادة دفنها في قرية «مفيزو» القريبة. ويرى الكثيرون أن هذا الأمر ينطوي على متاجرة علنية بكل ما يتعلق بالأيقونة الإفريقية، كما أن منتقديه توجهوا بأصابع الاتهام إليه مؤكدين «أن تحركاته في تلك الفترة كانت بهدف ضمان دفن الرئيس السابق في بلدة «كيب الشرقية» النائية، ما سيكون بمثابة إغراء للسياح الأثرياء فقط».
في الواقع، إن تعطش «ماندلا» لمزيد من الثروة، هو السبب وراء العديد من مشاكله الحالية، إذ دفعه هذا التعطش إلى بناء «نصب مانديلا التذكاري» المنافس لمتحف جده الخاص، وهو ما دفع العديد من الملاحظين إلى التشكيك في مصداقيته، خاصة أن مشروع «مانديلا» الذي يعود إليه يحتوي على «شاليهات خاصة» للسياح (الأثرياء بالطبع)، إلى جانب «مطعم» و»منصة مشاهدة» فوق الحقول التي لعب فيها نيلسون ذات مرة، مستغلا في ذلك سيطرته على «صندوق نيلسون مانديلا» (هيئة يدعمها جده وأنشئت لحماية إرثه)، وهو ما يعني تحويل تدفق السياح المتوقع بعد وفاة جده نحو تنميته الخاصة، كما يبدو أنه مستعد لاتخاذ «تدابير قاسية» لتحقيق أهدافه وهذا طبيعي في شخصه، كيف لا وهو (في وقت سابق من سنة 2012) اقتحم المحكمة في أسطول من المركبات لمواجهة «اتهامات بأنه سرق أرضا يملكها أكثر من 100 شخص من أجل مصالحه الشخصية» ورافقته مجموعات من المؤيدين الشباب من قبيلة «وابينزي» (WaBenzi)، فقط لحبهم لسيارات ليموزين مرسيدس بنز!.
وبالحديث عن جثت أطفال مانديلا، جاء في خبر آخر من لدن «فوكس نيوز» بتاريخ 10 دجنبر 2015، ذكرت فيه فصلا جديدا من فضائح السياسي الإفريقي، معنونة إياه بـ»حفيد مانديلا متهم بالاستفادة الشخصية من إرث مانديلا»؛ وجاء فيه أن الرجل (نقصد ماندلا) قد دخل في» خلافات عائلية» أجبرته المحكمة بسببها على «إعادة رفات 3 من أطفال البطل المناهض للفصل العنصري إلى قرية طفولته كونو». وكان «ماندلا» قد أعاد دفن الرفات في عام 2011 في قرية «مفيزو»، حيث يشغل منصب الرئيس، بغية توجيه السياح إلى هناك و الاستفادة من العائد المادي للضريح على غرار ما ذكره «سومادودا فيكيني» من «مؤسسة باتريمونيو جنوب إفريقية»: «مستخدما إسم عشيرة مانديلا، ونظرا لشعبيته الهائلة، سيذهب طوفان من السياح إلى أي مكان سيكون «ضريحا» لمانديل»، ما دفع عائلة مانديلا إلى مقاضاته في المحكمة، على غرار زوجاته وقضايا الإعتراف بأبنائه منهن والنفقة عليهم».
ومع ذلك لم تتوقف المتابعات القضائية في حق الحفيد المتهور، حيث بلغ الأمر(بحسب المقال) حد التشكيك في قدرته على قيادة العشيرة، والتي خضعت للتدقيق و التفحص، وتحديدا مع رفضه بشدة الاقتراحات القائلة بـ»أنه لا يحق له الحصول على اللقب لأنه ولد خارج إطار الزواج» في قرية فقيرة للغاية لا تحتوي حتى على عيادة صحية»، وتعتمد على طريق ترابي وعر. ما دفعه (بغية إسكات أفواه معارضيه) إلى الإشراف على تطوير مجمع جديد مثير للإعجاب من (مباني مصنوعة من القش)، ومدرسة للعلوم والتكنولوجيا قيد الإنشاء أيضا بتمويل من القطاع الخاص، وأماكن إقامة سياحية، كل هذا للاحتفاظ بالحكم بين يديه.
إن مسلسل فضائح «ماندلا» يكاد لا ينتهي. إذ ذكر موقع «أفريكا بريس» في مقال يعود لسنة 2022 بعنوان «عائلة مانديلا ترفض مزاعم سجن الملك دالينديبو باعتبارها «نظريات مؤامرة»، أن «ماندلا مانديلا» ضليع في عملية سجن ملك «أباتيمبو بويليخايا دالينديبو» عام 2015، وأن دالينديبو (58 عاما) زعم أن «مانديلا» (الجد) هو الجاني، وأن الرئيس آنذاك «جاكوب زوما» كان يحقق رغبات رجل الدولة الراحل عندما جعلته حكومته أول ملك يذهب إلى السجن، في ادعاءات أدلى بها خلال مقابلة بودكاست حديثة على «يوتيوب» (1 ساعة و20 دقيقة) على (kwaNtu BPM)، حيث أخبرهم أن مانديلا (عمه)، حاول خلعه من العرش و سجنه، و هو ما نفاه حفيده «ماندلا» (المتهم بمساعدته) قائلا: «إن جدي كان رمزا عالميا للعدالة و السلام».

عائلة مانديلا.. لها نصيب من كعكة الفضائح!

لا تتوقف فضائح عائلة مانديلا عند هذا الحد، حيث نشرت «لوس آنجلوس تايمز» بتاريخ 21 غشت 2015، خبرا بعنوان «حفيد مانديلا المتابع بتهم الاغتصاب»، ذكرت فيه أن «مبوسو مانديلا» (24 عاما) توبع في السنة نفسها بتهمة «اغتصاب فتاة تبلغ من العمر 15 عاما»، بعد ملاحقة الفتاة إلى حمام مطعم شعبي في «جرينسايد» (ضاحية عصرية شمال جوهانسبرج) والاعتداء عليها، في حين أن محاميه ذكر أن «الجنس كان بالتراضي»، ليتم حبسه احتياطيا والإفراج عنه بكفالة بعدها. غير أن متحدثا بإسم عائلة الفتاة، قد إتهم «زوجة» نيلسون مانديلا الثانية «ويني ماديكيزيلا مانديلا» بـ «محاولة إبقاء القضية خارج المحكمة»، قائلا: «إنها طلبت منهم منح أسرتها وقتا للتعامل مع القضية، غير أنها استعانت بأحد حراسها الشخصيين (تنكر كشرطي) لإفزاع والد الفتاة والتنازل على القضية، لكنه لم يتمكن من ذلك».
في حلقة أخرى من فضائح» مبوسو مانديلا»، ذكر موقع «news24.com» في مقال بتاريخ 26 يونيو 2022 تحت عنوان «أنا أحب الإساءة إلى النساء»، أن «مبوسو» نشر فيديو على منصة «إنستغرام» يعترف فيه بـ «الاعتداء على شريكته بالعنف»، قال فيه «اسمي مبوسو مانديلا، وأنا أحب الإساءة إلى النساء.. لذلك وضعت رأس صديقتي على النافذة وخنقتها.. والآن، تريد مني الاعتراف بذلك، ولذلك أعترف أمام الجميع»، وأردف قائلا: «للجميع.. شكرا». وهذا المقطع المصور نشرته الناشطة في مجال «العنف القائم على النوع الاجتماعي»، «جوسينا ماشيل» (والدة ماشيل، السيدة «جراسا» كانت متزوجة بـ «نيلسون مانديلا»)، قبل أن تخرج صديقته و تنفي كل الحادث!.
إنه التاريخ الأسود الذي يكتبه جزء من عائلة مانديلا. تاريخ يدنس اسم الأيقونة العالمية، ولا يكترث بما جاء في نسخة خطاب قبول «نيلسون مانديلا» لـ»جائزة نوبل للسلام» (القابع في «متحف مانديلا» الرسمي بالقرب من «كونو»، ويتضمن قسم مخصص لنضاله ضد الاضطهاد): «لا ينبغي أبدا أن تقول الأجيال القادمة إن اللامبالاة أو السخرية أو الأنانية جعلتنا نفشل في الارتقاء إلى مستوى المثل الإنسانية التي وضعتها جائزة نوبل للسلام».
من المؤسف، أن نرى أن «صرخة مانديلا الحاشدة» ضد الميز العنصري، لم تستمر مع أحفاده، إذ من المؤكد أن كلمات وتصريحات «ماندلا مانديلا»، سواء ما اعتاد أن يدلي به في كل محاكمة يحضرها أو أثناء مهزلة حفل افتتاح «الشان» بالجزائر، تبدو انعكاسا لحياة الترف والإشباع الجنسي. وتبعا لذلك، لا يحق للفاسدين أن يقدموا لنا دروسا سواء في حقوقنا أو ممتلكاتنا، على أننا لن نكثرت «لتراهات شخص لا يوصف إلا بالدكتاتور، مستعد لبيع ذمته من أجل المال وشهواته ومصالحه الشخصية..


الكاتب : إعداد: المهدي المقدمي

  

بتاريخ : 17/01/2023