وجد 14 شابة وشابا ينحدرون من سيدي عثمان بالدارالبيضاء، أنفسهم وسط ركام المنازل التي هدمها الزلزال، حين حلوا، مساء الجمعة الأخير، بدوار تادروخات بنواحي مدينة تارودانت، واضطروا لقضاء ثلاثة أيام فوق أحد مرتفعات الجبال مع السكان يبيتون في العراء، ويقاسمونهم ما تبقى لديهم من أكل وشرب.
حلوا بدوار تادروخات، قادمين من مدينة الدارالبيضاء في إطار قافلة كانت تحمل مساعدات عبارة عن مستلزمات وأدوات دراسية لفائدة تلاميذ الدوار، وذلك كعادتهم كل موسم، حيث كانوا يواظبون على تنظيم رحلات وقوافل يزورون فيها عدة مداشر وقرى في جبال الأطلس، في إطار مجموعة انطلقت عبر خلق صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن تتحول الفكرة إلى خلق جمعية أطلقوا عليها اسم جمعية «أولاد اليوم».
يقول أمين مالكي رئيس الجمعية في اتصال بالجريدة: «عشنا رعبا كبيرا ونحن وسط دوار تادروخات، شاهدنا منازل وقد دمرت، وأطفالا مرعوبين، ونساء ورجالا يبحثون في الأنقاض ويسحبون المصابين والجرحى .. كنا في طريقنا عندما انتشر خبر وقوع الزلزال، لم نتردد وواصلنا طريقنا وكنا ربما أول مجموعة تصل إلى مكان تضرر من الزلزال ..
نشتغل في إطار جمعية «أولاد اليوم»، شابات وشبان من 20 إلى 33 سنة، نصفهم لا يزال طالبا، ونعتمد على اشتراكاتنا ومساهمات المحسنين في تنظيم قوافل خيرية كل سنة».
سارة الزرايدي، عضو بالجمعية، أوضحت من جهتها: «اعتدنا تنظيم قوافل خيرية لعدة مناطق بتراب مغربنا منذ 2015، لكنها المرة الأولى التي نواجه فيها هذا الكم من المخاطر، فقد عشنا مع السكان هناك هزة ارتدادية قوية يوم الأحد، أي اليوم الذي قررنا فيه العودة إلى مدينة الدارالبيضاء.
بتنا وسط السكان في العراء، وشعرنا معهم بالقلق والخوف، أكلنا من أكلهم، وصعبت ظروفنا مع انقطاع الكهرباء .. واكتشفنا قوة المغربي الذي يعيش هناك في الجبال وفي المداشر، واستعداد الناس للتعاون والتكافل بينهم .. وصلنا ليلة يوم الجمعة وتحديدا الساعة 12 ليلا، لكننا لم نصل إلى الدوار إلا في حدود الساعة التاسعة صباحا بسبب تساقط الحجارة وإغلاق الطريق الوحيدة المؤدية إلى الدوار…
بكينا بحرقة ونحن نودع سكان الدوار، يوم الأحد، ووجهنا نداءات عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من أجل إغاثة الناس هناك .. لو أتيحت لنا فرصة أخرى لزيارة تلك المناطق لن نتردد وسنفعلها مرة أخرى».