قصيدتان

غبار

أن تعاتب هذا الغبار
وكنت نسجت قصيدا بذراته
فانمحى
أو تلوم رياحا طفت
فاستباحت حماه
أنت من قد أساء
اختيار المداد
وجنس الورق

ربما المحو كان كتابة
نص دفين
تتشابك أحرفه
لا يكاد يبين
أهو الشعر ينأى بعيدا
أم الوهم
يطفو
فيجفو سواه

وانتبهت بمر السنين
بأنك مستنزف
لنجيع القصيد
تتملى انزياحا
وتأبى ارتياحا
وما تبتغيه
ملاذ عنيد !

ضباب

كإناء طفا فوق سطح
المياه
تتجاذبه
جاهلا منتهاه
هاربا من كيانك
كالموج
يحتج في بحره
يتمرد ثم يؤوب
مستعيرا
بياض المشيب
ينحني صاغرا
رافعا
كالأسير
شعار السلام
ويلفك هذا الضباب
مع الموج تسبح
تشعر أنك للشط دان
وأنت تغوص عميقا
بدون قرار
تعلم الآن من سوف يبكيك
صدقا
ومن سيمثل
مستمتعا بالرحيل

.من ديوان
«ترتوي بنجيع القصيد)


الكاتب : محمد عنيبة الحمري

  

بتاريخ : 02/04/2021