لم أكن وحدي

لم أكن وحدي كما يحدث لي في زحمة المدن الرجراجة
في مكيدة المؤانسات
كان هناك قرد يقشر حبة فستق
ينظر إلي بارتياب
ارتياب يقيم مسافة بين فكرتين ؛ فكرتي عن القرد وفكرة القرد عني…
بين وجودين في مسافة الصفر
حين تتسع حدقتان متقابلتان
في اللوحة رجل غارق في الصقيع يقشر فراغه
يفرك كفيه وينفخ فيهما من دفئه المتخافت
تسعمائة عام والأرزة ترفع ذراعها الوحيد في وجه السماء
سماء تفيض، ثم تتدلى سدفات من ضباب
تمسح عن وجه الخليقة وعتاء الحياة
لم يكن غورو Gouraud قد بتر يمناه في حروبه المظفرة
كانت اوسمته نجوما لم تسقط بعد رجوما على رؤوس المستعمرات
تسعمائة تقشرني الطريق إليك
عبر المسالك والشعاب
في اللغط والزحام
في شغف العناقات
وشظف المودة
و انكفاءات الخصام
في انكشاف الليل و ظلال النهار
تسعمائة لا تأخذني الغابة إليك
ثم فجأة …
ها أنت …في حبة فستق
في الأرزة العتيقة
في خلوة المقام…
ها أنت في نفس باهث يدفء كف إنسان…


الكاتب : دامي عمر

  

بتاريخ : 08/03/2024