هل مواطنات ومواطنو ساكنة مركز سيدي بوزكري، خارج حساب رئيس جماعة مكناس؟

 

مرت ثلاث سنوات على تدشين مركز سيدي بوزكري ، واستقبال الأشخاص في وضعية تأخر ذهني والمرضى النفسانيين، وهو مركز فريد على الصعيد الإقليمي والجهوي والوطني، نظرا للخدمات غير المسبوقة، التي يقدمها المرفق لفئة المهمشين من المتأخرين ذهنيا والمرضى النفسانيين .. إذ يؤوي 96مستفيدة ومستفيدا من إيواء يشمل المسكن والمطعم، والاستشفاء والترفيه.. وقد جسد افتتاح هذا المنجز الاجتماعي والإنساني، عرسا بهيا دشنه عامل الإقليم السيد عبد الغني الصبار، مصحوبا برئيسي جماعتي مكناس والمشور، ورئيس المجلس الإقليمي ، والبرلمانيين ووالي الأمن ورؤساء الحامية العسكرية، والدرك الملكي، والوقاية المدنية ، ورؤساء ومديري المصالح الخارجية، ومجموعة من الفعاليات الجمعوية والحزبية ..
والجدير بالتثمين، التسريع بتوقيع اتفاقيات شراكة ـ تحت إشراف العامل ـ مع رؤساء مؤسسات وجمعيات، هي: ـ رئاسة جماعة مكناس ـ التعاون الوطني ـ مندوبية الصحة العمومية ـ الجمعية الخيرية للإسلامية ـ جمعية ابتسامة.. ومع تسجيل المنح المؤسساتية للشركاء، فقد ظلت عطايا وهبات المحسنين، هي الجانب الأكبر في تغطية النفقات التي يتطلبها المركز .. حيث تقدر بحوالي مئة وثلاثين ألف درهم شهريا، تلتهمها نفقات الإطعام، واقتناء الأدوية (والأدوية لوحدها تصل في الكثير من الأحيان ثلاثين ألف درهم في الشهر الواحد)، ومستلزمات الفحوصات والتحاليل الطبية في العيادات والمختبرات الخاصة، وفواتير الماء والكهرباء (التي تفوق في الكثير من الأحيان العشرة آلاف درهم) وأجور المستخدمين ، والهاتف ومستلزمات المكاتب، البنزين، وتأمين السيارة، والنظافة ..
ومع الصعوبات المالية مقارنة مع جودة الخدمات، باعتراف الجميع، فقد ظل المركز منذ افتتاحه قبل ثلاث سنوات إلى اليوم، محروما من منحة وزارة التضامن والأسرة ، بذريعة أن المركز لا يتوفر على رخصة الفتح ؟ ومحروما كذلك من منحة جهة فاس ـ مكناس ؟ رغم توقيع اتفاقية شراكة معها ، بعلة أن المركز لا يحمل في اسمه لفظ ” الخيرية ” ؟؟ ومحروم من منحة المجلس الإقليمي ، ومحروم أيضا مع كل جماعات إقليم مكناس..؟؟
ورجوعا إلى جماعة مكناس ، التي تعتبر شريكا مع المركز الموجود داخل نفوذها الترابي، والمفروض فيها أن تدعمها الدعم اللائق ، لما تحتاجه قرابة المئة من ساكنته المهمشين من متأخري الذهن والمرضى النفسانيين.. فإن الجمعية المسيرة للمركز ، لم تلق من جماعة مكناس إلا 24 مليونا ونصف سنتم طيلة عمر الثلاث سنوات للمركز .. حيث دعمت الجماعة المركز سنة 2018 ب 4 ملايين ونصف سنتم، وسنة 2019 ب 20 مليون سنتم، بموجب اتفاقية شراكة ، بمبلغ دعم، حددته الجماعة في 60 مليون سنتم ، مقسمة على 3 سنوات.. ؟؟ ومع حلول فترة الحجر الصحي، وانحباس عطاء المحسنين وتزايد الصعوبات المالية للمركز، فقد كان للجمعية أمل في أن تسرع صرف جماعة مكناس الشطر الثاني من المنحة برسم سنة 2020، ليفاجئ رئيس الجماعة جمعية الأشخاص في وضعية تأخر ذهني والمرضى النفسانيين ، بقرار غير منطقي ، مضمونه تخفيض المنحة إلى النصف، أي 100.000درهم، بدل 200.000درهم المنصوص عليها في اتفاقية الشراكة ، بعلة ندرة المداخيل ..؟؟؟ وذلك دون اعتبار للخدمات الاجتماعية والإنسانية التي يقدمها المركز لقرابة 100 من المواطنات والمواطنين .. الذين لا حول لهم ولا قوة.. ولا للنفقات الباهظة .. والمخيب للأمل، أن الرئيس لم يصرف حتى هذا النصف إلى حساب الجمعية، وسنة 2020 على مشارف نهايتها ؟؟ علما بأن الجمعية قد راسلت الرئيس بتاريخ 16/07/2020، من أجل رفع قيمة الدعم المخصص للجمعية.. وأمام تجاهلها لهذه المراسلة، فقد طالبت جمعية المركز بلقاء مباشر بالرئيس، من خلال مراسلة ثانية بتاريخ 24/08/2020.. فكان التجاهل واللامبالاة، هو الجواب.. ؟
ونظرا لهذه النظرة المتعالية للرئيس، وهذا التجاهل واللامبالاة.. بادرت جمعية المركز بلقاءات مباشرة وغير مباشرة ، مع الفرق المنتخبة المكونة للجماعة، وبعدما أحيطوا علما بالوضعية الحقيقية للمركز، بادروا بإثارة موضوع الشراكة مع جمعية الأشخاص في وضعية تأخر ذهني والمرضى النفسانيين، وطالبوا بالإسراع بصرف المنحة.. ومن بعض المنتخبين ـ مشكورين ـ من وقفوا على الانجازات الاجتماعية والإنسانية، خلال زياراتهم للمركز ..
إلا أنه ـ مع الأسف الشديد ـ والى حدود اليوم، لم تتوصل الجمعية بهذه المحنة المستحقة، من المال العام، رغم المناشدات الكثيرة والمتكررة.. ورغم مراسلة رئاسة المجلس في هذا الشأن أكثر من مرة..فهل هذا الرفض واللااهتمام.. هو الموقف العملي لرئيس الجماعة في التضييق على الجمعية؟؟ وهل رفضه ـ منذ 3 سنوات ـ لتزفيت الزقاق الذي يوجد به المركز.. هو نفس الموقف في التضييق على الجمعية ؟؟ وإن كان الأمر كذلك ، فهل يسمح لمسؤول يحرم فئة معوزة وهشة ومريضة ، لها حق مستحق من دعم المال العام ؟؟ أم أن هناك أسبابا أخرى لا يعلمها إلا هو …؟


الكاتب : مكناس حميد العكباني

  

بتاريخ : 02/12/2020

أخبار مرتبطة

  بالنسبة لقارئ غير دروب بالمسافات التي قطعها الشعر المغربي الحديث، فإنّه سيتجشم بعض العناء في تلقّي متن القصائد الّتي

« القصة القصيرة الجيدة تنتزعني من نفسي ثم تعيدني إليها بصعوبة ، لأن مقياسي قد تغير ، ولم أعد مرتاحا

أكد على أن تعامل الحكومة مع القطاع ومهنييه يساهم في اتساع دائرة الغموض والقلق   أكد ائتلاف يضم عشر جمعيات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *