يا ساكنَ أنفاسي

«إلى بلدي»
في عيد الشعر
وعيد الطبيعة
وعيد الأمومة !

 

في اللازمن
تخلفْتُ عن موعدنا
المعتَّق في جرة العمر
وأسَلْتُ الفرح قربانا
في نهر الانتظارْ…

خشيتُ مني عليكَ
عليَّ منكَ
وعلى جنوننا من الحِكمة
وعلى حِكمتنا من الجنون
وعلى وهجنا المنذورِ
من السحاب
والضباب
والغياب
وصدإِ التكرارْ…

حوَّلتْنَا خفقتنا الفذَّةُ
إلى استحالةٍ
غُلِّقتْ دونَها الأمْداءُ والأقدارُ
يا أوَّلي ويا آخِري
يا ظمإي ويا رُوائي
أيا عمْريَ المُشتهى…

فِئْتُ للمؤجلِ منكَ
في أحلامي
وطَفِقْتُ أغْزِلُ
صوفَ الأيامِ
وحِكمتَها وحبَّكَ
تعلمتُ أن أحيكَ
من نكهتي ونكهتكَ
ثوبَ الانصهارْ…

ها إني سكنتُكَ
يا ساكنَ أنفاسي
والروحَ من جسدي
حديقتَه والليلَ
وساكن نبضي ولساني
بورِكتَ من سكنٍ
يا ساكني ويا مَسكني
ومُسكِني وانسكاني
ومُسكِّني !

كلانا طافحٌ بالآخَرِ
اشتعالهُ زينَتُهُ
فتنتُهُ افتتانُهُ
شهوتُهُ لَذاذَتُه
ملاذُه ومنفاه

حين ضاقت علينا
بما رحُبَتْ
هَرعْنا إلى صمت المجازِ الكونيّ
فَخَبَّأَنا الشعر بما وَسِعَ
لكن، تَيَّاهَةً
فاحتْ بِعِطْرِنا القصيدةُ
هذي الْقَصيدةُ !

بيروت في 21 مارس 2021


الكاتب : وفاء العمراني

  

بتاريخ : 26/03/2021