الدكتور مصدق مرابط، طبيب عام : تربيت وسط أسرة تتنفس المقاومة والنضال والطب واجهة تضامنية للإحساس بالإنسان

من هو الدكتور مصدق مرابط؟

مصدق مرابط، بيضاوي النشأة، رأيت النور في مدينة الدارالبيضاء في سنة 1955 وتحديدا بدرب السلطان، من والدين رزقا بثلاثة أبناء، إبنتان ومصدق. متزوج ولي 3 أبناء.
والدي كان مناضلا في صفوف حزب الاستقلال، كانت حياته حافلة بالمحطات النضالية التي شارك فيها، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر، المشاركة في مظاهرة ضد الظهير البربري بعد الخروج من الصلاة في القرويين، مساهمته في تموين مجموعة من المقاومين خلال المدة التي قضوها في السجن بسطات.
الوالدة امبارش الطام، هي من حفظة القرآن، وكان لها رحمها الله مكتب قرآني لتدريس القرآن بالمنزل. هي الأخرى كانت منخرطة في حزب الاستقلال، وكانت ترقن المناشير على الآلة الكاتبة.
مساري الدراسي انطلق من المدرسة الابتدائية العمومية ليزر بالدارالبيضاء، فالثانوية التأهيلية 2 مارس، ثم ثانوية محمد الخامس.
أنا مناضل في صفوف حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، سبق لي أن حظيت بشرف الترشح باسم الحزب خلال الانتخابات الجماعية لسنة 1992، من المؤسسين لجمعية الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش، نائب رئيس جمعية الخبراء للتنسيق، عضو جمعية الفحص بالصدى، طبيب وممارس للطب الاستعجالي في مصحة الضمان الاجتماعي الزيراوي .

كيف جاء اختياركم لدراسة الطب؟

اخترت دراسة الطب عن شغف وحب وهو ترجمة لأمنية ظلت تراودني منذ الطفولة، واستمرار لثقافة تضامنية تربيت عليها، إلى أن التحقت بكلية الطب والصيدلة سنة 1976، وأقبلت على السباحة في هذا العالم بكل شغف من أجل المعرفة والتكوين، وحصلت على شهادة الدكتوراة في الطب سنة 1986، وأتذكر كيف عشنا خلال هذا المشوار الدراسي سنة بيضاء 1984 بسبب رفضنا الخضوع لإرادة الإدارة الجامعية التي كانت تريد إرغامنا على اجتياز الامتحانات قبل نهاية الدروس، التي سلمتها لنا على شكل نسخ.
بعد ذلك انتقلت إلى فرنسا حيث كنت طبيبا داخليا، رجعت إلى الوطن وقضيت سنتين بمستشفى قلعة السراغنة في إطار الخدمة المدنية، بعدها عملت على افتتاح عيادة خاصة، وحصلت على دبلوم الفحص بالصدى بمونبوليي، إضافة على شهادة في طب السجون.

ماهو تقييمكم لواقع المنظومة الصحية اليوم؟

النظام الصحي في المغرب هو غير عادل، ويعرف فوارق حادة بين المدن والقرى، والتغطية الصحية لا زالت متعثرة، إذ أن فئات واسعة من المواطنين هي محرومة منها مع مايعني ذلك من تبعات على مستوى المراضة والإماتة على حدّ سواء، فضلا عن الكلفة الثقيلة على الأسر والمجتمع ككل. الأطباء بدورهم يعانون من إشكالات متعددة، اجتماعية وصحية كذلك.

ماهي ميولاتكم الفنية؟

إلى جانب الاهتمام بالغناء والطرب الأصيل والهادف، فإنني أعشق المسرح، أداء ومتابعة، وكان لي فخر المشاركة على خشبة مسرح محمد الخامس في عمل مع الأستاذ التسولي.

حدث يرافقكم؟

هي جملة من الأحداث، منها ما هو شخصي وماهو مهني، لكني في خضمها لايمكنني أن أنسى النضالات التي شاركت فيها خلال مساري الدراسي العالي، بكلية الطب والصيدلة، وذلك دفاعا عن الطلبة والمشاكل التي كانت تعترضنا جميعا.
ثم هناك قيامي بالإشراف البيداغوجي والتدريبي في مدرسة لتكوين الممرضين لعدة سنوات. مسار حافل بالتحديات والصعوبات التي علمتني المثابرة، وبفضل الإرادة الصلبة استطعت تجاوزها والحمد الله، بإخفاقاتها ونجاحاتها.
وإضافة إلى ماسبق هناك أيضا حدث اعتز به كثيرا، وهو مشاركتي المستمرة في الصفحة الطبية لجريدة الاتحاد الاشتراكي التي أتمنى لها الاستمرارية والنجاح .

آخر كتاب اطلعتم عليه؟

آخر كتاب أقرأه هو «صوفي حبيبتي» لـ «إليف شافاق»، وهي روائية تركية كتبت وتغنت عن الصوفية، وأبهرت العالم بمذاقها العشقي الخلاب، سمت اسمها أدبيا باسم والدتها شافاق، رغم أنها ابنة الفيلسوف التركي نوري بيلغين، لكنها فضلت أن تسمى باسم والدتها شافاق أتيمان التي عملت كدبلوماسية، تنقّلت خلال تربيتها بين عدد من الدول، كإسبانيا، الأردن وألمانيا، قبل أن تعود إلى تركيا، كما أنها هاجرت إلى الولايات المتحدة لتواصل دراستها، ثم شغلت بعد ذلك منصب أستاذة محاضرة في مادة الدراسات والأجناس في جامعة «أريزوناك».
رواية هي امتداد لسلسلة روايات مختلفة يطبعها التألق، إذ أن أعمال «إليف شافاق» تمت ترجمتها إلى أكثر من 30 لغة، هذه الرواية التي تعالج الحب والصوفية في قالب روائي متميز.

كلمة أخيرة؟

الطب العام يعرف عدة مشاكل لم تتعامل وزارة الصحة بعناية لمشاكله وخاصة على مستوى القطاع الخاص، والأطباء العامون، وبكل أسف، لا يحتلون المكانة التي يستحقونها في النظام الصحي المغربي. الصفحة الصحية للاتحاد الاشتراكي قامت بمجهود جبار، على مستوى التحسيس والتوعية، وعملت على إعادة الاعتبار للأطباء، وفتحت لهم فرصة التواصل مع القراء واللقاء بهم، وبسط مشاكل النظام الصحي المغربي .


بتاريخ : 10/07/2017

أخبار مرتبطة

نصف المصابات بسرطان عنق الرحم يفارقن الحياة بسبب تشخيص المرض في مراحل متأخرة     أكد الدكتور محمد بنعزوز، المسؤول

سرطان عنق الرحم والحصبة يستأثران باهتمام المشاركين في فعاليات الأسبوع العالمي للتلقيح   أشاد الدكتور مولاي سعيد عفيف بنجاعة اللقاحات

أكد على أن تعامل الحكومة مع القطاع ومهنييه يساهم في اتساع دائرة الغموض والقلق   أكد ائتلاف يضم عشر جمعيات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *