أكثر جنونا

 

أحيانًا.. أصبح فارسة بدرجة مارشال.
أتعهد نياشين صدري
أزرر قميصي
أضبط إيقاع مشيتي
أعدل قبعتي إلى الأمام قليلًا.
أحيانًا أخرى أتعثر في طريقي
أقلِّد مشية امرأة بلهاء
أو بهلوان عجيب
بحَوَل كامل وبشعر أشعث
أقلب رجليّ إلى أعلى،
أخرج لساني في وجوه العابرين
أجعل عينيّ أكثر اتساعًا، وشعري أكثر جنونًا.
أحيانًا أخرى أقرفص على عتبةٍ ما، أغرس رأسي بين فخديّ، وأبكي.. أبكي بكاء نساء عديدات.
أحيانًا أرقص رقصة التشا التشا
بوقعٍ خفيف، أو رقصة الفالس
بكتفٍ محتمل.
أحيانًا أصفِّرُ مثل راع قطيعٍ متمرِّس
أصفِّر وأهشُّ الفراغ حولي
بعصا قصيرة
يقلدني صغار الحي
وتلحق بنا كلاب الطريق الجرباء
وقطط المطاعم القريبة
ويلحق بنا وافد جديد
من مجانين القرى المجاورة…
نضرب الأرضَ بأقدامٍ غاضبة
ونزعج السماء فوقنا بملامح متوثبة، وأجساد مائلة، وأصوات خرقاء.. دندنة خافتة، عواء مجروح، ضحك مكتوم، مقطع أغنية بصوت رديء، نوتة عالية لبيتهوفن بحشرجة مقيتة، أنين كمان بشفاه مدربة، خرير سيل جارف بأصابع نزقة على قطعة قصدير صدئة.
ومثل جوقة موسيقيّ الشوارع، نملأ الفضاء ضجيجًا، ونمعن في الغناء..
أحيانًا أخرى، أضرب الأشياء حولي.. الدراجة الهوائية المركونة ببهو الدار، طشت الحمام النحاسي، كرة الأولاد الطائشة.
أحيانًا، أضرب الخواء، فأهوي على أسفلت بارد.. يصعق كرة النار برأسي
فأغمض جنوني،
وأحشر جنيات نزقي
في جيب عقلي،
ثم أستفيق.


الكاتب : أمل الأخضر

  

بتاريخ : 21/01/2022