الفنان بدر العبودي: وسائل التواصل الاجتماعية لها تأثير كبير وإيجابي على مساري بحكم أنها قربتني أكثر من الجمهورالكريم بخلاف الإعلام المغربي الرسمي

منذ ظهور وسائل التواصل الاجتماعية، خلال بدايات الألفية الثانية على اختلاف أنواعها، وأبرزها الفايسبوك، والنقاشات تتكاثر حول إيجابياتها وسلبياتها، وتناسلت الكتب التي تحتوي مضامينها هاته المسألة ومدى نجاعتها وأضرارها على جميع الميادين، الإجتماعية منها والسياسية وكذا الثقافية والفنية.
هاته الوسائل قوبلت بارتياح بالنسبة لمن أقفلت الأبواب أمامه، فكانت مركب إنقاذ لكثير من الفنانين والمبدعين الذين وجدوا فيها وسيلة للتواصل مع الجمهور، وطريقا للانتشار والتقاسم تختلف عن الطرق «التقليدية» التي دأب العديد من الفنانين أن يسلكوها. وهناك أمثلة عدة لهؤلاء المبدعين، الذين تميزوا وعرفوا على الصعيد المحلي والعالمي.
اشتهر الفنان بدر العبودي الشاب الرباطي، هو الأخر، من خلال قنوات التواصل الاجتماعية وجمع حوله معجبين ومشجعين أكثر فأكثر، يطالبونه بأداء الاغاني التي يحبونها بنبرة صوته التي أطربتهم فعشقوها، وهكذا عرف توسعا ولو أن منصات التواصل الإجتماعية، ليست بالبداية الحقيقية بالنسبة له.
عن ظاهرة قوة الشبكات الإجتماعية وعن تجربة ومسار بدر العبودي الأكاديمي والفني، كان لجريدة «الإتحاد الإشتراكي» هذا اللقاء

 

 من هو بدر العبودي، وما هي بداياته وتكوينه؟

من مواليد سنة 1980 بمدينة الرباط، ومقيم بها ، شغفي بالموسيقى بدأ منذ الصغر وبالتحديد منذ فترة المراهقة إذ أحببت أغاني عبد الحليم حافظ ، فتح الله المغاري ، محسن جمال، محمود الإدريسي، البشير عبده، وتأثرت برواد الراي مثل أحمد وهبي و محمد العنقا ، كما كنت أنتشي بسماع أغاني عمالقة غناء الراي «من الشباب» مثل الشاب مامي وحسني و بأغاني الشاب خالد ، فهذا الأخير كان له وقع كبير علي، فأغانيه أجدها تتسم بالفرحة والنشاط و صوته مميز.
كانت هوايتي أن أحفظ الأغاني التي تروق لي وأرددها، فكان زملائي من الطلبة يحفزونني على المشاركة في المسابقات الفنية، وبالفعل شاركت في مسابقة «الكاستينغ ستار» بالقناة الأولى، ولم أوفق فيها لأنه لم أختر على ما يبدو، النوع الغنائي الذي يستهوي الخط التحريري للبرنامج، إذ كانوا يرحبون بمن يؤدي أغاني مغربية وشرقية كلاسيكية. شاركت أيضا سنة 2005 في ستوديو دوزيم على القناة الثانية، و شاركت في برنامج «مائة في المائة شباب» و في مهرجان موازين دورة 2009.
بعد هاته التجارب التي كانت نوعا ما البدايات، لم أعد أعير الأمر اهتماما، لكن مع بداية ارتفاع تأثير وسائل التواصل الاجتماعية، وجدت نفسي أنجذب إليها، وأسترجع رغبتي في التقاسم والغناء «على الهواء».
في ما يخص التكوين الأكاديمي، فأنا حاصل على ديبلوم في التدريس وديبلوم في الصحافة، فقد اتبعت تكوينا في المجال الصحفي بوكالة التكوين الصحفي والتنشيط بالدارالبيضاء، وحاصل أيضا على إجازة في الدراسات الإسلامية، و أتابع دراستي حاليا وللسنة الثانية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة تخصص علم النفس.
اشتغلت لفترة كمدرس للغة العربية، وحاليا أعمل كموظف في إدارة التعاون الوطني بالرباط .
في ما يخص التكوين الموسيقي، فقد درست الصولفيج لمدة سنتين، وأربع سنوات في فن الموشحات بمعهد الموسيقى بالرباط.

 ما هي علاقة بدر بشبكات التواصل الإجتماعي وكيف يتعامل معها؟

هي علاقة وطيدة جدا و الشعبية التي اكتسبتها هي من خلالها ومن خلال المجموعات التي انخرطت فيها وأصبحت عضوا نشيطا بها، بحيث تعرفت على ملحنين وكتاب الذين أنتجوا لي أغاني. بفضل مجموعات شبكات التواصل (خاصة بالفايسبوك)، استطعت أن أتقاسم مقاطع وكوفرات وفيديوهات خاصة بي، فهي التي منحتني فرصة التعرف على الجمهور الإفتراضي عن قرب ، فقد التحقت بعدة مجموعات متنوعة وقوية وتحتضن أعدادا كبيرة من المنخرطين، منها ما يتعدى المليون، وبدأت انشر فيها مجموعة من الفيديوهات أؤدي فيها أغاني مختلفة معروفة يطالبني بها جمهوري الإفتراضي، وهي التي منحت لي فرصة التعرف على بعض المنتجين و المخرجين وكذا الملحنين والكتاب، الذين قاموا بإنجاز أغاني خاصة بي و التي وصلت لحد الساعة لسبعة أغاني، منهم الموزع الموسيقي الحسين العياطي، وكاتب الكلمات الدكتور الطبيب بومسمار وأيضا عادل بناصر الذي كتب كلمات أغنيتي «أه من أهاتي»..أغاني بثت بشكل كبير على أمواج إذاعة «ميد راديو» وفي إذاعة راديو أرابيل بالديار البلجيكية، وإذاعة مونتي كارلو الفرنسية الناطقة باللغة العربية. إذن فوسائل التواصل الاجتماعية أعطتني مجالا للقاء االجمهور وسمحت للجمهور هو الأخر أن يتعرف علي.
وبالتالي يمكن أن أقول أن لها تأثير كبير وإيجابي على مساري بحكم أنها قربتني أكثر من الجمهور الكريم بخلاف الإعلام المغربي الرسمي.

هي استراتيجة بدر المقبلة وكيف ينوي بدر التعامل مع هوايته هاته؟

سؤال جد هام، أولا بالنسبة لي الغناء هو الحياة لأنه عطاء ومحبة ومنبع لخلق التواصل بيني وبين الناس بأسلوب أخلاقي ، فأنا أبحث دائما عن الكلمة الجيدة وأن أؤسس لثقافة راقية، مع احترامي لجميع الأذواق والثقافات والأنماط الغنائية التي تملأ السوق حاليا و لو أنها تخدش الحياء أحيانا وتجد فيها عبارات دون المستوى، لكنني أفكر أن أمنح للمستمع رسالة معينة ، سأكون مسؤولا عنها في يوم من الأيام ، استراتجيتي تنبني على إحداث رسائل ذات قيمة بمواضيع هادفة باختلاف الأنماط والقوالب الغنائية التي تصدر بها أعتمد فيه على الكلمة الهادفة على اللحن المميز على الإلقاء الرائع وكذلك على الأحاسيس الجياشة.
وما أفكر فيه الأن هو إنجاز ألبوم شامل سواء أن اموله تمويلا ذاتيا على قدر المستطاع أو أن ابحث عن شركاء، والقيام بتحضير وتصوير كليب خاص لكل أغنية ، مع طرحها على منصات التواصل و على قناتي الشخصية باليوتيوب، و التي أنزل بها بعض الكوفرات و ان انتظر حظي في أن تبث على أمواج القنوات والإذاعات الوطنية الشهيرة التي لها قسط كبير في إبراز أي فنان
وبهذا الصدد أتمنى من العلي العظيم أن تكون جريدتكم المميزة فأل خير وواجهة لتعريف القراء والجمهور بي وبفني.


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 01/09/2021

أخبار مرتبطة

كشفت مؤسسة مهرجان “موازين”، عن لائحة الفنانين المشاركين في دورة 2024، التي ستنظم من 21 إلى 29 يونيو المقبل بالعاصمة

  احتضنت جزيرة فويرتي فينتورا بلاس بالماس، النسخة الرابعة من مهرجان “ما بين الثقافتين (entre 2 culturas)، الذي تنظمه الجمعية

  تقاس ثقافة الشعوب باهتمامها بالتاريخ الحضاري والمستقبلي ،ذلك ما تعمل على بلورته دولة كندا حيث أقامت عددا هاما من

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *