فعاليات رمضانية لترسيخ قيم التسامح من تنظيم الفضاء المغربي الإيطالي للتضامن

 

دأب الفضاء المغربي الإيطالي للتضامن سنويا، خلال شهر الغفران رمضان الكريم، على تنظيم الفعاليات الروحية ذات البعد الحضاري واللمسة الوطنية المغربية، ومنها محطات يلتئم فيها عدد من الرموز المدنية والديبلوماسية والشعبية، والمهاجرون من أطياف متعددة، حول مائدة فطور جماعي، تكون مناسبة لترسيخ القيم الإسلامية السمحة، ولحوار الحضارات، وكونية القيم، وتقوية أواصر المحبة الإنسانية، بنفحة إسلامية وجوهر ديني مغربي معتدل الخيار، إنساني العمق والقرار.
وكان الإفطار الرمضاني الذي نظمه الفضاء المغربي الإيطالي للتضامن، يوم السبت 06 أبريل بساحة سان فيغتوريو ببلدة ميلينيانو شمال إيطاليا، محطة أخرى في تقوية الأواصر الوطنية، والانفتاح على المجتمع الإيطالي بمختلف أطيافه، وتصريف القيم الإسلامية الحقة، التي لا تنحاز للكراهية ولا للعنصرية ولا للتمييز، ولا لأي شكل من الإقصاء العقدي والمجتمعي.
أثرى هذا الحدث، كالعادة، الحضور المتميز للقنصل العام، مرفقا بأعضاء السلك الدبلوماسي للمملكة المغربية بميلانُـو، واغتنت رمزيته الحضارية بمشاركة شخصيات مختلفة إيطالية ومنتخبين ببلدية ميلينيانو وجمعيات إسلامية ومهاجرين مغاربة، وازداد حضارة بتجاوب جنسيات وديانات مع الدعوة المفتوحة، من بينهم أعضاء الكنائس وأكاديميون يشتغلون على تيمات مرتبطة بحوار الأديان.
ورفع الستار عن هذا الحدث الروحي والحضاري والرمزي، بكلمة لرئيس الفضاء المغربي الإيطالي للتضامن يحيى المطواط، الذي كشف عن فخر المغاربة بإيطاليا وهو شخصيا، بهذا التجاوب النوعي والكمي، المتمثل في الحضور الراقي والنوعي والمتعدد، مع الدعوة لتقاسم هذه اللحظة، والمشاركة في رمزيتها، مسجلا سعادته الغامرة بالتزام عدة أطراف بما فيها الرسمية والمنتخبة والمدينة، بالحضور السنوي وتقاسم إفطار محبة وسلام وتضامن وتآخي، قناعة منه بكونية القيم، وأصالة القيم الإسلامية والوطنية المغربية.
وأضاف أن هذا التجاوب المشرف جدا، حافز قوي له شخصيا وللفعل المدني المغربي لمواصلة العمل من أجل ترسيخ وجود مغربي إيجابي وفعال، مصرحا أن « الحدث فرصة للتعريف بالدين الإسلامي السمح وتصريف قيم التسامح والتعايش بين مختلف الشعوب، وقوته تتجلى في رسم الصورة المثالية للإسلام المعتدل، البعيد كل البعد عن صور التطرف..»
وفي السياق ذاته أكد أن مرجعية هذه الدينامية هي المبادرات الملكية السامية التي جسدها خطاب سنة2004، التي أفرزت فعلا مدنيا وديبلوماسيا، عبر عدد من الأوراش الدينية التي يروم المغرب عبرها ترسيخ قيم التعايش والتسامح بين الشعوب والحضارات، بناء مجتمع منفتح بقيم الحوار والحق في الاختلاف.


الكاتب : محمد قمار

  

بتاريخ : 09/04/2024