ضمنها معضلة النقل : نقائص بنيوية فاضحة تضاعف معاناة ساكنة «رياض صوفيا»

تعاني بعض التجمعات السكنية المستحدثة بضواحي الدار البيضاء، في السنوات الأخيرة، من عدة إكراهات من بينها معضلة النقل ، كما هو شأن ساكنة حي «رياض صوفيا» التابع للنفوذ الترابي للحي الحسني، التي تعاني الأمرين، «حيث ينبغي قطع مسافة كيلومترين على الأقل للوصول إلى محطة الحافلات المتواجدة بحي ليساسفة «يقول أحد سكان المنطقة «م .خ. في العقد الرابع من العمر»، مشيرا إلى أنه «في ظل المعاناة التي تعيشها ساكنة رياض صوفيا والأحياء المجاورة، كحي المجد وحي رياض الراحة، رفع بعض المترشحين للانتخابات الاخيرة وعودا مفادها أنهم سيضعون مشروع تقريب حافلات النقل الحضري من ساكنة الحي في مقدمة التزاماتهم، لكن بعد انتهاء حمى الاستحقاقات، مازالت المعاناة مستمرة على أرض الواقع».
للإشارة، ففي سنة 2019 تقدمت الساكنة بطلب لدى السلطات المعنية , وبعد انتظار طويل، تم تمديد خط الحافلة رقم 100 ليمر بحي رياض صوفيا  قبل الوصول إلى خط النهاية، لكن التجربة لم تدم إلا بضعة أشهر لتتوقف، وتعود الساكنة إلى المعاناة من جديد إلى حدود الساعة.
تقول (ش .ه) طالبة تبلغ من العمر 23 سنة، «إنها تعاني جراء أزمة النقل بالمنطقة، وتتكبد عناء المشي على الأقدام لمدة ساعة ونصف للوصول إلى كلية الحقوق بجامعة الحسن الثاني، ويكون الأمر أكثر صعوبة في فترة الإختبارات استحضارا لاحتمال الوصول المتأخر  لقاعة الامتحان»، لافتة إلى أنها تعرضت، الموسم الماضي، للسرقة وهي في طريقها للدراسة؟
في السياق ذاته، أوضح (ب.ه) رب أسرة – 44 سنة، أن لديه ابنة تدرس بمنطقة درب عمر، وفي ظل انعدام حافلات للنقل بالمنطقة، تضطر الإبنة لقطع مسافة كيلومترين في الصباح الباكر لتصل إلى محطة الطرامواي الكائنة بليساسفة للتوجه إلى مقر دراستها، وهو ويخشى على ابنته التعرض للإعتداء من طرف بعض المنحرفين، الذين يمتهنون السرقة واعتراض سبيل المرة.
وارتباطا بما تعانيه المنطقة من خصاص في المرافق الحيوية، تنبغي الإشارة إلى غياب أي متنفس للساكنة أو منتزه، وبهذا الخصوص يقول (ع .د) في 16 من عمره: «إننا في حاجة لملاعب ودار للشباب لتفريغ طاقاتنا واستغلالها بشكل إيجابي، وحينا لا يحتوي على أي مرفق عمومي للشباب، ومن ثم فلا ملجأ لليافعين بعد المدرسة غير الشارع»؟
إنها «نقائص بنيوية» فاضحة تشكل مبعث معاناة يومية بالنسبة للساكنة، التي تأمل أن تكون «صفحة» تدبير الشأن المحلي المرتقبة بالمنطقة، أقل قتامة من سابقتها، ويعمل المسؤولون القادمون على التعاطي مع صرخات الساكنة بالجدية المطلوبة، بعيدا عن الوعود غير الواقعية.

(*) صحافية متدربة


الكاتب : سكينة هدوش (*) 

  

بتاريخ : 16/09/2021