في لقاء تواصلي للمجلس العلمي بخنيفرة … التأكيد على أهمية التشاور مع مختلف الفاعلين واستعراض «خارطة طريق 2022»

نظم المجلس العلمي المحلي لخنيفرة لقاءً تواصلياً بمقر مؤسسته، صباح الأحد 12 دجنبر 2021، والذي عرف حضورا نوعيا لعدد من الفاعلين المحليين، الجمعويين والمبدعين، التربويين والإعلاميين، ومن الأئمة والخطباء والوعاظ والمرشدين والمرشدات، وأعضاء المجلس العلمي ولجانه، وجرى تسييره من طرف عضو خلية المرأة والأسرة والطفولة، ذة. سعيدة الفقير، التي وضعت الحضور في دلالة اللقاء، «وأهميته في التواصل والمشاركة، وفي الاطلاع على منجزات المجلس لعام 2021 مقابل رسم خارطة طريق برامجه لعام 2022».
رئيس المجلس العلمي المحلي، د.المصطفى زمهنى، أشار في كلمته إلى «صعوبة دعوة عموم الطاقات والفعاليات التي يزخر بها الإقليم، لحضور محطة التشاور في ما يتعلق بمسيرة المجلس، بالنظر لكون الشورى هي «مبدأ أصيل في تدبير الشأن العام، فضلا عما تحمله من معان مختلفة في اللغة»، لافتا إلى» مراهنة المجلس كمؤسسة علمية على عمل مؤسساتي، باعتباره يؤمن بالتشاور مع المحيط لتقويم عمله، والارتقاء به من الحسن إلى الأحسن»، خاصة في ما يهم «التحصين والتنمية، واستثمار الرأسمال البشري واللامادي في البنيان والإصلاح لأجل التخفيف من الكلفة عن الفرد والأسرة والمجتمع»، متوقفا عند «مفهومي التحصين والتنمية، المكونين لأهداف المؤسسة العلمية»، بالتأكيد أن الأول «يرمي إلى الحراسة المعنوية، وحماية عقيدة الأمة وثغورها من شغب المشاغبين، سواء من الداخل أو الخارج، ومن المشوشين والدخلاء ممن يعمدون إلى استهداف الدين بشحنات لادينية أو توجهات دينية متطرفة»، والتنمية، حسب قوله، هي «بمثابة مفهوم عام يشمل ماهو معنوي أو مادي، ويهدف إلى تأهيل الفرد والمجتمع إلى التسلح بالقيم الفضلى، وتحقيق العمران بالقرآن»، مادامت القيم والأخلاق ضرورية في أي مجتمع، وفي أي زمان ومكان.
وخلال اللقاء، تم عرض شريط يتضمن موجزا» لأهم منجزات المجلس العلمي لعام 2021»، والمرتكزة «على التواصل الرقمي والفضاء العام، والتنسيق والتعاون والإعلام، وعلى التوعية والتحسيس، والتأطير والتكوين، وذلك من خلال عدة أنشطة استهدفت مواضيع ومجالات شتى، صحية منها ودينية واجتماعية وثقافية، إلى جانب محطات سعت إلى التمكين من العلوم الشرعية، كما انخرط المجلس في حملات التحسيس بجائحة كورونا، وتوزيع إعانات مادية، من باب ثقافة التضامن، على الفئات المتضررة من مخلفات الوضع الوبائي.»، كما تمت الإشارة لتنظيم « تظاهرات علمية وندوات فكرية ولقاءات تفاعلية، مع التذكير بمنشورات المجلس، ومنها مجلة «الينبوع»، وبالأنشطة التي تم التواصل بها عن بعد، خلال الظروف الوبائية…».
وبخصوص الأنشطة المزمع الاشتغال عليها لعام 2022، فافتتحها «منسق لجنة الوعظ والإرشاد وتحفيظ القرآن الكريم»، ذ.محمد بوربيع، بإبرازه لمهام لجنته المنصوص عليها ضمن القانون الداخلي للمجالس العلمية المحلية، مستعرضا ما ستعتمد عليه اللجنة من محاور، وهي «العناية بالقرآن الكريم، العناية بالحديث النبوي، العناية بالسيرة النبوية، ثم الدورات التكوينية لفائدة القيمين الدينيين في العلوم الشرعية وعلوم التواصل والتوعية والتوجيه الديني والتواصل في مجالات مختلفة، وما يرتبط بذلك من برامج وحلقات ودورات ومسابقات وندوات ومحاضرات وليال بالفضاءات العامة».
وبدورها، تقدمت «منسقة خلية المرأة والأسرة والطفولة»، ذة. مونة أبلقاس، بعرض حول آفاق عمل خليتها، وما تمت برمجته من أنشطة ولقاءات تكوينية، وندوات وورشات موجهة للنساء والأطفال، بالفضاءات والمساجد، وبرامج لفائدة النساء القرويات، ومبادرات متوجة بعرس جماعي لصالح الشباب والشابات المعوزين والأيتام، وزيارات لنزيلات السجن المحلي ومرضى المركز الاستشفائي والأطفال المتخلى عنهم، علاوة على تنظيم حفل خاص بالأطفال الأيتام، ودورات تكوينية للشابات المقبلات على الزواج، فضلا عن لقاءات تحسيسية بالمؤسسات التعليمية حول ظواهر العنف والمخدرات وحوادث السير والتحرش الجنسي، في أفق تنظيم مخيم للأطفال.
ومن جهته، تحدث «منسق لجنة التواصل والعمل الاجتماعي»، ذ.محمود راسو، عن «برامج اجتماعية وتضامنية، ومبادرات لفائدة الأشخاص في وضعية صعبة، وحملات ذات طابع اجتماعي، منها حملة للتبرع بالدم وتشخيص البصر والتحسيس بالكشف المبكر عن سرطان الثدي، إلى جانب حفلات على شرف الأسر المعوزة، مع تخصيص يوم في الأسبوع لإصلاح ذات البين، وحل الخلافات، بين أفراد الأسر المتنازعة، متطرقا لمحور يهم التواصل والإعلام، بالنظر، حسب قوله، لأهمية التعارف والتواصل وقيم المعرفة والعلم.
وأوضح «منسق لجنة الأبحاث والدراسات والتكوين»، ذ.عباس أدعوش، محاور برنامج لجنته، ومنها «محور التحصين لمواجهة التشويش والتطرف، ومحور التنمية لتقويم السلوكيات بغاية المساهمة في تحقيق الحياة الآمنة، ثم محور التكوين الذي يروم النهوض بالوعظ والإرشاد الديني، والعمل على تأهيل المشتغلين في الحقل الديني، والقيام بما يخدم التراث المحلي لما تزخر به المنطقة من تراث ثقافي وديني، ومن أماكن وزوايا وتواريخ وشخصيات تاريخية في حاجة لتسليط الضوء عليها..»
وخلال المناقشة، تم طرح مجموعة من التساؤلات والملاحظات والمقترحات، منها ما يتعلق بمنهجية لجن المجلس، ومنها ما يطالب «بالعمل على تنظيم لقاءات حول ظاهرة الإلحاد التي تهدد مؤسساتنا التربوية، وكذا مساعدة المتسولين والمتشردين والأطفال المتخلى عنهم الذين باتوا يؤثثون المدينة، والتفكير في التنسيق مع الأندية التربوية وجمعيات المجتمع المدني، خصوصا في ما يهم التراث اللامادي…».


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 22/12/2021