بعد سنتين من التأجيل بسبب انتشار جائحة «كوفيد 19» انطلقت من جديد بمدينة الحسيمة ، فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان «بويا» النسائي للموسيقى؛ وذلك بحضور ثلة من الفنانين والفنانات؛ وشخصيات من عالم الثقافة والإعلام والمسرح والسينما والتأليف.
ومما تميز به المهرجان هو الحفل الفني الذي أحيته في اليوم الثاني؛ ابنة مدينة الناظور؛ الفنانة كوثر براني التي الهبت منصة مهرجان «بويا» وتفاعل معها الجمهور الحاضر مرددا أغانيها المتنوعة؛ خاصة تلك التي أدتها باللهجة الريفية؛ حيث صفق لها الجمهور -الذي حج الى دار الثقافة الامير مولاي الحسن بالحسسمة- بحماس كبير جعلت الحفل يوصف بانه كان الاقوى ضمن فقرات هذه الدورة.
ودائما في اطار اللقاءات المهنية والتواصلية التي تضمنتها البرمجة المتعلقة بفعاليات مهرجان «بويا» عرف اليوم الثاني ايضا تنظيم لقاء تواصلي مع الفنانين والفنانات؛ اشرف على تنظيمه وتأطيره المكتب المغربي لحقوق المؤلفين والحقوق المجاورة؛ الى جانب توقيع وتقديم كتاب «قصص نجاح…» للصحافي محجوب بنسعلي
أما الحفل الافتتاحي فثد كان للاشارة من توقيع ابنة الجوهرة الزرقاء؛ شفشاون؛ الفنانة دلال البرنوصي؛ التي ادت اغاني ووصلات تحمل اريج وعبق الحضرة الشفشاونية؛ اما باقي فقرات السهرة فكانت نابعة من عمق التراث الأمازيغي الريفي؛ حيث كان الجمهور الحاضر على موعد مع عروص فنية ولوحات تراثية من تقديم فرقة «ازران» وفرقة الشبخ أولاد عيسى.
وتميز نفس الحفل الافتتاحي بلحظات خاصة وقوية؛ والامر يتعلق بالاحتفاء المهم والتكريم الذي حظيت به الفنانة الريفية فريدة الحسيمية والفنان «قوسميت»؛ وكان تميزه (الحفل) فيما حمله هذا التكريم من اشارات انسانية بليغة ومؤثرة؛ ولما شكله من لحظة اعتراف جميل؛ ووفاء صادق لقامات فنية؛ بصمت الأغنية والموسيقى الامازيغية بلمسة خاصة واستثناىية لسنوات.
واستمرت فقرات هذه الدورة؛ الى غاية يوم السبت الماضي ؛ بتقديم سهرات يومية من توقيع الفنانة سلوى السكاكي (ديهيا) الى جانب تنظيم ورشات تكوينية في المجال الموسيقي للاطفال؛ من تأطير الفنان سفيان البوتزاختي؛ وتقديم وصلات متنوعة من الرقص الافريقي (ساحل العاج) ليكون الجمهور بعدها على موعد مع مجموعة «ثايري باند»
وفي اطار تشجيع المواهب الصاعدة والاصوات الغنائية الواعدة؛ الحفل الختامي للمهرجان مساء يوم السبت 26 نونبر 2022؛ مشاركة الفنان عزيز البقالي بمصاحبة فنانات واعدات مثل سيليا الزياني؛ ايمان اومغار ومروى.
وكان الفنان عزيز البقالي قد سبق ان عبر اثناء افتتاح هذه الدورة عن فخره الكبير لما حققه المهرجان؛ مؤكدا ان رغبة المنظمين هو ان تتحول هذه التظاهرة الى محطة سنوية لعرض وتقديم افكار ملهمة؛ من شأنها ان تطلق العنان لإبداعات جيل الشباب وتغمر قلوبهم بالقيم الانسانية والكونية؛ وايضا لحظة اعتراف ووفاء لجيل الرواد من الفناتات والفنانين؛ مشيرا الى ان الفن يمكن ان يشكل اداة حقيقية لتمكين المراة وتكريس قيم المساواة؛ وبالتالي جعله منصة لتوسبع المعارف والمدارك المتعلقة بهذا الاطار