ارتفاع الطلب على العمرة وضعف العرض يقلق أرباب وكالات الأسفار ويفتح الباب لاعتماد بدائل مقلقة

يدبّر أرباب وكالات الأسفار خلال الأيام الأخيرة الأشواط المتعلقة بإجراء العمرة بكثير من القلق مخافة ألاّ يستجيب العرض المتوفر لحجم الطلب المرتفع، خاصة على مستوى الطيران، بالنظر إلى ضعف عدد الرحلات الجوية المخصصة، وعدم توفير عدد أكبر من الطائرات ورحلات إضافية تسمح بنقل كافة المعتمرين المسجّلين الذين سددوا مصاريف العمرة كاملة واستوفوا كل الخطوات، علما بأن عددا كبيرا منهم ظلوا ينتظرون الاستفادة من العمرة منذ السنة الفارطة بعدما تعذر عليهم القيام بذلك بسبب حالة الطوارئ التي فرضتها الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19.
وأكّدت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» أن أرباب وكالات الأسفار الذين عانوا كثيرا من تبعات الجائحة الوبائية واستبشروا خيرا بالانفراج الذي تحقّق مؤخرا، كانوا يترقبون موسم العمرة بفارغ الصبر لمحاولة تدارك بعض مما فات، لكن المعطيات المتوفرة باتت تقض مضجعهم مخافة أن يجدوا أنفسهم في مواجهة مفتوحة مع المسجّلين لأداء العمرة، بسبب الخصاص الكبير في عدد الرحلات المبرمجة، وهو القلق الذي باتت تتسع رقعته يوما عن يوم مع ترقب حلول يوم الأربعاء.
تخوّفات وهواجس باتت متحكمة في أرباب وكالات الأسفار وزاد منسوبها ارتفاعا، خاصة بعد إقدام عدد منهم على التعلق بما اعتبروه طوق نجاة، بعد أن تدخل طرف ثالث مؤكدا توفره على حلّ يتمثل في توفير طائرات تابعة لإحدى الشركات التي تم تأجيرها، والتي لم يسبق أن نظمت هذا النوع من الرحلات في المغرب، وفقا لما أكدته مصادر الجريدة، التي أضافت على أنه تم استخلاص مصاريف السفر من مجموعة كبيرة من الوكالات إذ تجاوز الرقم الملياري سنتيم، ويتخوّف المعنيون من وقوع أمور غير منتظرة ومنها ألا تفي الخطوة بما هو منتظر منها، فيتعذر على المسجلين السفر فيطالبون باسترداد أموالهم، التي تم دفعها وحجزت بها الرحلات والإقامة بالفنادق وغيرها من التفاصيل الأخرى، علما بأن تحويلها إلى خارج المغرب يطرح هو الآخر أكثر من علامة استفهام.
«الاتحاد الاشتراكي» ومن أجل البحث عن المزيد من التفاصيل المتعلقة بهذا الموضوع، اتصلت بالمسؤول عن مديرية التقنين والتطوير والجودة بوزارة السياحة وطرحت عليه الأسئلة التي توصلت إليها، لكنه أكد بأن الشق المتعلق بالطائرات بعيد عن اختصاصات الوزارة، في حين أن خطوة تأجير خدمات شركة أجنبية للطيران والمخاوف المرتبطة بذلك لا يمكن تقديم أي تعليق حولها، خاصة وأن الأمر يتعلق بمعاملات تجارية بين طرفين أو أكثر، وفقا للمتحدث، الذي نفى التوصل بأية شكاية في الموضوع، لا من طرف مواطنين ولا من لدن أرباب وكالات للأسفار، مؤكدا أنه إذا ما تم تسجيل أي تظلم في هذا الباب فستتم معالجته. أجوبة تجعل الوضع المقلق ساريا والمشكل المحتمل قائما، في غياب جواب رسمي مطمئن من أية جهة معنية بهذا الملف غير الهيّن، وهو ما يؤدي إلى استمرار تناسل علامات الاستفهام، في الوقت الذي يمنّي فيه عدد كبير من المعنيين المباشرين النفس بأن تمر الأمور على أكمل وجه وألا يقع أي طارئ غير منتظر قد تكون له تبعات وخيمة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 29/03/2022